باسنودة يبكي في مالطا
بقلم/ صلاح محمد العمودي
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 22 يوماً
الأربعاء 02 مايو 2012 08:44 م
 

ثلاث شخصيات سياسية جنوبية لم افلح في اقناعهم بإغلاق باب استجابتهم لتقلد منصب رفيع في الدولة مهما كان لون الاصوات الداعية لذلك ,لكن اخفاقي لا يعني رفض الفكرة من اساسها وإنما على طريقة تعددت الاسباب والنتيجة واحدة ,لهذا انتهت تجاربهم التي خاضوها دون ان يسمحوا لأحد بالتأثير عليهم , بالانتصار لالتزاماتهم حسب ما تمليه عليهم ضمائرهم .

فالدكتور فرج بن غانم اوصل رسالته في الوقت المناسب والظرف المناسب فاستوعبها الطرف المعني حرفيا كما جاءت دون ان يجتهد في سياق مفرداتها ومعانيها فغنم نفسه وعاد ادراجه الى سويسرا اما المهندس فيصل بن شملان حرك المياه الراكدة مثلما اراد وتحدى المخلوع في عقر رئاسته ووقف ضده منافسا في انتخابات 2006 وهو في اوج عنجهية بعد ان اختبأ الاخرون فيما قال غيرهم ان مرشحي الجني الذي اعرفه ,فانتصر القانون لبن شملان بينما منعه قانون القوة من الوصول الى دار الرئاسة ولكنه يعلم انه توفى وهو رئيسا لليمن مثلما يعلم ذلك غيره ,اما الشخصية الثالثة فهو رئيس الوزراء الحالي محمد سالم باسندوة اشفق عليه ليس من احساسه المرهف ومشاعره الرقيقة ودموعه التي لا يستطيع مع كبر سنه ان يسيطر عليها وإنما من اؤلئك الذين ليس لديهم وقت لقراءة علامات اولادهم المدرسية حتى يشغلوا انفسهم بقراءة دموع باسندوة.

المجتمع الدولي قبل المحلي وفقا وكم المعلومات التي يحتويها ارشيفه عن اليمن ومحاولات اصلاح اوضاعه اوقف كل نشاطاته وبرامجه المتعددة في انحاء العالم لتكون تحت تصرف منظماته الانسانية التي كلفها بالبحث وتقصي الحقائق لمعرفة الاسباب الحقيقية من وراء انهمار دموع باسندوة في الفعاليات الرسمية , ومع انهم اشاروا الى ان النتائج المؤكدة اوانها مازالت غير واضحة إلا انهم عبروا عن اسفهم من ان دموع باسندوة الغالية لن تلقى وفقا والمؤشرات التقليدية استجابة لقصور في الفهم والاستيعاب يعود لآلاف السنين.

لا احد يعترض على طريقة باسندوة في التعبير عن استيائه ورفضه للواقع الذي لا يسر عدوا ولا صديقا لكن بالمقابل لا احد يشعر من ان دموعه كشفت شيئا غير معلوم ,فالرأي المنطقي الذي يطرح نفسه حيال حوادث بكاء باسندوة المتكررة يقول اذا اراد رئيس الوزراء محمد باسندوة ان يوصل رسالة فان العالم كله قد تسلمها عبر اول حادثة بكاء شهدها مجلس النواب وهذا يكفي لكن ان يترك لدموعه العنان في كل مناسبة يحضرها فان في الامر نظر لدى العلماء المختصين حول ضرورات البكاء وماذا تعني عند كبار السن بالإضافة الى اضرارها ومنافعها على صحة الانسان الباكي ومحبيه وبين خصومه .

الحقيقة الوحيدة انه مهما بذلت من محاولات محلية او اقليمية او دولية فيجب ألا تغيب عن بال رئيس الوزراء محمد باسندوة وهو في طريقه للمشاركة في فعالية ما انه في صنعاء التي اصبحت بفعل سياسات القساة والطغاة ومصالح المتنفذين والفاسدين كالحجارة او اشد قسوة ولم تعد في زمن الالين افئدة الذي ولى ,فإذا ما نظر امامه وهو يجهش بالبكاء سيجدهم متأهبين لتقديم أوراق الكلينيكس بيد وباليد الأخرى اوراق معاملات مشاريعهم الوهمية وصفقاتهم المشبوهة يستعجلونه للتوقيع عليها .

اذا ما بقت الدموع على حالها تنهمر اربع اربع دون سيطرة فان الامر ليس سهلا فأمامك فترة انتقالية مدتها كما تعرف سنتان شمسيتان حبلى بالعديد من الفعاليات المختلفة فالإصرار على حالة البكاء هذه في المكان الخطأ لن تقودك ألا الى موسوعة جينيس فقط وهذه انا أضمنها لك ومن اوسع الابواب ولكنني بالمقابل لا اضمن لك ان احدا من هؤلاء الذين امامك سيهتم بدموعك او ان شيئا سيتغير على ارض صنعاء لسبب بسيط يا دولة رئيس الوزراء تعرف ما هو ؟ لأنك تبكي في مالطا