الفئة الصامتة في ثورة شباب اليمن
بقلم/ د/ يحي المطري
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و يومين
الخميس 21 يونيو-حزيران 2012 05:54 م

انقسم اليمنيون كعادتهم إلى عدة فئات في ثورة شباب اليمن السلمية فمنهم من ناصر الثورة و منهم من حاربها وفئة ثالثة تشكلت تدريجيا سميت بالفئة الصامتة وكانت هي أغلبية أبناء الشعب اليمني التي كانت تحلم بالتغيير وتؤيد ثورة الشباب لإخراج اليمن من وضع الركود والتدهور المستمر الى يمن جديد يسوده التقدم والازدهار مع الحفاظ على الوطن الذي هو أغلى مايملكون فكانت وطنيتهم و خوفهم من نشوب حرب أهلية قد يطول أمدها في بلد لايعلم احد بموارده نظراً لسياسة الحزب الحاكم الذي اعتمد في حكمه على سياسة التعتيم والتجويع والإقصاء, ورفضا لكل تلك السياسات ثار الشباب في اليمن وخرجوا على النظام فاهتز النظام بأكمله وتخلخل وتساقطت أركانه واستيقظ الحزب الحاكم من سباته مرتبكا كالمغشي علية أمام أولئك الشباب الذين قطعوا عهدا على أنفسهم على إزالته وإسقاطه , وبدأت ثورة سلمية على غرار ثورات في بلدان عربية شقيقة وهذا ماجعل الحزب الحاكم يلتقط أنفاسه ويتنفس الصعداء وبدأ يعد العدة للمواجهة وصرفت الأموال لكل من أبدى استعداده لمحاربة الثورة والقضاء عليها بعد ان بذل النظام قصارى جهده حينها على احتواء الموقف بالوعود بتنفيذ مطالب الشباب الثائر لكن تلك الوعود والعهود قد فقدت مصداقيتها عند الأغلبية العظمى, وكم كنت أتمنى على الثوار لو منحوا النظام حينها فرصة أخيرة بعد ان أيقظوه لكي يروا نتيجة صرختهم فهل كان النظام سينفذ ويلتزم بكل ماوعد ام لا فان نفذ النظام تلك الحزمة من الإصلاحات فقد نجحت ثورتكم وستكون من أعظم الثورات على مر العصور وستكونون انتم الحكام وانتم المراقبون وان لم ينفذ ماوعد فذلك مكسبا اكبر لكم وهو انضمام الفئة الصامتة معكم عن قناعة ودون تردد وحينها ستكون ثورة شعبية لن يستطيع النظام الصمود لأكثر من بضعة أيام وسيهرب من هرب ويسجن ويحاكم كل من وقف في وجه الثورة إلا ان حماس الشباب واستعجالهم على الحسم الثوري السريع لم يعطي ثماره.

انطلقت ثورة الشباب السلمية في معظم محافظات اليمن وقوبلت بالحزم والشدة والوحشية المفرطة في استخدام السلاح من مؤيدي الحزب وعلى الرغم من سقوط العديد من الشهداء في عدة أماكن ومدن إلا أن الثوار بقوا على إصرارهم على سلمية ثورتهم وبقاؤهم في ساحاتهم حتى إسقاط النظام ومرت الأيام والأشهر دون ان يحدث نصر لأحد وفي تلك الفترة تدهورت أحوال معظم اليمنيين وانهار اقتصاد البلاد وبدأت الأزمات في شتى المجالات وسادت الفوضى وبدأت أصابع الاتهام تشير نحو الشباب بأنهم السبب في انهيار وضياع البلاد و شعر الثوار بأنهم أمام مسئولية كبيرة أمام الله والوطن جراء مايحدث من تدهور فالثورة السلمية لم تجدي مع نظام مستميت على مصالحه ونفوذه كما ان المواجهة وحمل السلاح أمام نظام يستعد ويعد العدة منذ سنين على شراء السلاح للاستعداد لمثل هذا اليوم معركة غير متكافئة وخاسرة ووجد الثوار أنفسهم أمام طريق مسدود وأحزاب سئمت من كثرة أداء صلاة ألجمعه في الساحات ,وكذلك وجد النظام نفسه ,فالمال بدأ ينضب والأنصار في تناقص,بحث الجميع على مخرج يحفظ ماء الوجه للجميع ويحقن دماء اليمنيين وبدأت المراسلات والوساطات لإنقاذ اليمن من الهلاك فيما لو اندلعت الحرب وبرزت بوادر الانفراج وقدمت التنازلات من جميع الأطراف وتم الاتفاق وشهد العالم بحكمة وعقلية اليمنيين فهم لا يعلمون مافي الصدور من نية كل على الأخر و انعكست تلك النوايا على الشعب الصبور ان لم تكن لديهم مسميات أخرى لهذا الشعب فالنوايا مبيتة مسبقا مع ان الحكومة الحالية نصفها ممن أيقظها الثوار وتعهدت حينها على الإصلاح والنصف الأخر ممن تعهدوا على بناء يمن جديد ومزدهر خال من الفساد والمفسدين ورئيس شرعي مستمد قوته من كافة فئات الشعب الذي أوكلت إليه أمرها بعد الله ان يخرجها مما عانت وتعاني وان لا يخاف في الله لومة لائم في استخدام القوة والشدة اذا لزم الأمر وان يتخذ الحيادية أمام الجميع فهو رئيسا لكل اليمنيين يكرم من يستحق ويعاقب من اخطأ ويُعين الأصلح والأجدر وان يستفيد من أخطاء من سبقوه مع حث الحكومة الحالية على سرعة الإصلاح فالفئة الصامتة تحصد الآن نتيجة صمتها فهل إذا بقي الحال على هذه الصورة من الركود والمماحكات والمكايدات ستظل في صمتها ام أنها ستخرج عن صمتها