الحرب الإعلامية على الحكومة
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 17 يوماً
السبت 06 أكتوبر-تشرين الأول 2012 05:57 م

لم يعد يخفى على اليمنيين سر الهجمة الإعلامية الشرسة التي تقوم بها وسائل الإعلام التي يملكها المخلوع علي صالح التي هي من أموال هذا الشعب الهجمة الإعلامية على حكومة الوفاق يأتي ضمن حملة التشويه التي يعتمدها بقايا النظام لمواجهة وعرقلة أي إنجازات للحكومة ويسعى صالح وبكل الوسائل لعرقلة الحكومة الحالية التي ورثت اليمن وهو مدمرا وخزائنه فارغة لأن صالح يستميت من أجل أن لا يكتب أي نجاح لهذه الحكومة وأي حكومة قادمة ليثبت في حال انتصر في سياسته هذه أنه الرجل الذي كان يستطيع أن يسير الأمور وهذا هو الظاهر من طبيعة الهجمة الإعلامية وسياسة التشويه ليثبتها كقناعة عند العامة والبسطاء والمغرر بهم من خواصه.

لكن الحقيقة والسر من هذه السياسة هو خوفه من المصير الذي سيلاقيه في حال استقرار الوضع وتماسك الحكومة وتحقيق برنامجها , الوضع الذي سيلاقيه حتما هو فتح ملفات فساده وجرائمه وهذه الملفات كثيرة ومتنوعة وستؤدي به إلى نهاية أكثر مأساوية من النهاية التي لحقت بالمخلوع التونسي والمصري وستكون نهاية أشد قسوة من وستقوده إلى حبل المشنقة أو على أقل تقدير إلى المؤبد له ولكثير ممن حوله مع إمكانية استرداد الأموال والممتلكات التي حاز عليها خلال 33 عاماً, هذه القضية هي التي تجعل منه وحشاً وشخصاً انتقامياً ويستخدم كل ما بقي له من مراكز قوة ونفوذ للمحاولة على بقاء الوضع عند حدود مستويات الفشل والإرباك,

نجاح الحكومة الحالية وما بعدها يشكل مصدر قلق وتوتر عند الرئيس المخلوع, ومن يقفون حوله اليوم جميعهم يدركون أن بقاءهم ونهايتهم هو يتوقف على مستوى الفشل أو النجاح للحكومة,

في حال نجاح الحكومة ستتغير السياسات ويأتي أشخاص هم جزء من مشروع اليمن الجديد وهذا التغير سيصل إلى الأجهزة القضائية والعدلية والأمنية والاستخبارية وهي التي بدورها ستعمل على ملاحقته ورصد حركة أمواله وممتلكاته وأصوله وستعمل على رصد ومتابعة وقبض المتهمين بقضايا المال العام والمتهمين بجرائم القتل والنهب وكل الجرائم والمخالفات التي حصلت في عهده,

هذه هي الدوافع المنطقية التي تجعل من الرئيس المخلوع شخصا انتقامياً ويحاول أن يتفق مع كل بؤر الجريمة والإرهاب سعيا منه لإفشال الحكومة والرئيس هادي معاً,

لو كان المر يتوقف عند رغبته في العودة للسلطة كان يمكن أن يتخذ نشاطا آخر يعتمد فيه على لملمة قواعد حزبه المتآكلة والآيلة للسقوط لبناء شعبية جديدة تعتمد على المد الجماهيري التي يخوض بواسطتها الانتخابات والتي قد تؤهله للفوز في الدعاية والرئاسة,

لكن ما نراه ومن نلاحظه أنه يعمل كالمنتحر وهو كذلك وهو في سباق مع الزمن الذي يحاول أن يغيره لصالحه بأدوات دموية وتدميرية , والواقع ومنطق السياسة يؤكد أن صالح سيفلت من العقاب إذا كان وضع الحكومة ضعيفاً وعكس ذلك إذا كتب للحكومة النجاح والثبات وتحقق لها أن تعمل على تأسيس يمن جديد ومؤسسات فاعلة فإن صالح عن قريب سيكون في قبضة العدالة وهو يعرف ما مبنى هذا ويعرف إذا وصل إلى القضاء يعرف أن ملفات ثقيلة تنتظره’

وأن المشانق ستنال منه ولطبقة من رجالاته والدليل على ذلك المحاولات المتلاحقة لاغتيال وزير الدفاع الذي يعمل بإخلاص لبناء مؤسسة عسكرية وطنية وهذا يعني أن صالح سيفقد قوات الحرس الجمهوري التي تعتبر السند الأكبر التي يعتمد عليها في تمرده وكذلك الاغتيالات التي تطال ضباط المن السياسي وبعض القادة العسكريين.