إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا
في اِعتقادي أن زيارة رئيس مجلس الأمن الدولي إلى اليمن يأتي في إطار الدعم المادي والمعنوي للرئيس هادي وللمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ويأتي أيضاً في الإقرار بفشل الحكومة اليمنية في تصريف أعمال الدولة وتطبيق قرارات مجلس الأمن السابقة في كون اليمن تحت البند السابع أي تحت الوصاية الدولية،ونتيجة للتوترات الحاصلة في البلد وعدم الالتزام بالتنفيذ الدقيق للآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية ،وظني أن كل الذي يجري هو انتقاص واضح للسيادة الوطنية وللتدخل السافر في الشأن المحلي الداخلي بسبب الإذعان والتنازل من قبل القوى السياسية المحلية للعامل الخارجي على حساب العامل الداخلي بكل أسف ،ومن الدلالات التي يمكن تسجيلها هنا جدِّية مجلس الأمن في المضي بهذه المبادرة الخليجية حتى النهاية وهذا الشيء قد يتعارض مع رغبات قوى عديدة بحجة السيادة الوطنية والذي قد تكون من نتائجها لا سمح الله إما الحرب الأهلية نتيجة للإقصاء والتهميش لكثير من القوى والمناطق من الاستحقاق في الحوار الوطني المزمع عقده ،وإما الانفصال والذي معالمه باتت واضحة جداً في أكثر من موقف ،ولقد حصلت زيارات مماثلة للآمين العام الأمم المتحدة ، والآمين العام لمجلس التعاون الخليجي في الذكرى الأولى للتوقيع على المبادرة الخليجية ،
وهذه الزيارة لوفد من مجلس الأمن الآن وفي الذكرى الأولى لانتخاب الرئيس هادي دلالة كبيرة في الدعم الذي يَمُدَّه المجتمع الدولي للرئيس هادي ،وهذا ربما قد يكون مقدمة للتمديد له فيما إذا تعثر الحوار الوطني والذي في اعتقادي سيحصل لا محالة بسبب أن مدخلاته لا تعبر عن رغبات وآمال الجماهير اليمنية ،وبالأخص شباب الثورة ،وبسبب عدم نُضج الأحزاب الموقعة والاستمرار في اختلاق الذرائع وعدم تقديم ممثلي كثير من الأحزاب حتى الآن إلى الحوار الوطني ،والبعض قد يطرح أسماء لا تمثل التوافق الوطني ومستفزة لثورة الشباب لكي يعترض الفريق الأخر ،وفي ظل الدعم الإقليمي والدولي للمبادرة الخليجية والرئيس هادي على وجه التحديد ، فإن من الدلالات أيضاً الرغبة لدى تلك الأطراف من أن يصل اليمن إلى الاستقرار دون أن يتدهور الوضع الى ما هو أسوء مما هو عليه ، وما أُعلن عن توفر كميات هائلة من النفط والغاز وتسابق الشركات العالمية في الحصول على امتيازات لها في الاستثمار في المجال النفطي في اليمن ربما قد تكون الزيارة للوفد الأممي لها علاقة بذلك ، ولأن رئيس مجلس الأمن الضيف أو الزائر هو بريطاني ونحن نعلم أن بريطانيا تعتبر الجنوب اليمني من امتيازاتها فإن لتخوف المشروع لدى غالبية الشعب اليمني من أن تلعب بريطانيا دوراً سلبيا في التسريع من عملية فك الارتباط والتي تتقاطع مع رغبة معظم اليمنيين .
وأعتقد أن الزيارة قد تعقد مسار التسوية السياسية وهذا ما ظهر في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والخطاب الساخن لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي عندما هدد الدول وتدخلها في الشأن اليمني وكأنه يقول أو قالها بالفعل من أن الزيارة غير مرحب بها!؛ وهو الذي مُنح حق الفيتو في المبادرة الخليجية ،إضافة إلى الحراك الجنوبي عندما اشترطت المبادرة تمثيلهم بالحوار الوطني فإذا ما رفض أحدهما فانه بالضرورة يعطل الحوار الوطني ،وخصوصا إذا ما صرح الوفد الزائر بتصريحات قد تعد مستفزة من وجهة نظر بعض القوى في الساحة اليمنية ،ومن التعقيدات الحاصلة أصلا على الأرض فهناك الطلعات الجوية التي تودي بحياة اليمنيين في كل يوم ،واذا ما فشل الحوار لا سمح الله فان البؤر التي يراد لها التهدئة ربما ستزداد وقد يكون هناك بعض العنف الذي سيفضي إلى تدخل الدول الكبرى في الشأن اليمني للحفاظ على مصالحها واستثماراتها التي تنوي الحصول عليها بعض الدول الكبرى في مجلس الأمن ، وكما سمعنا في آخر الأنباء من أن الوفد الزائر لن يجتمع في صنعاء بجلسة رسمية لكل أعضائه ،وإنما زيارة برتوكوليه داعمة للرئيس هادي وللتسوية ولمقابلة رموز عسكرية وقبلية وحزبية فلو تمت على هذا النحو فباعتقادي أنها لن تؤثر على الوضع القائم إلا بنسبة بسيطة.
وعلى كل حال إذا لم يكن الوفد الزائر يحمل مشاريع سيئة لليمن ،فإنه يتوجب عليه الاطلاع عن قرب على المشكلات الحقيقية لليمن وتعقيداتها ومراجعة المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية التي ثبت لكل اليمنيين عدم إمكانية تحقيق بعض بنودها على الواقع والبعض الأخر منها قد خلق فرص بروز مشاريع لا تخدم الحفاظ على الاستقرار والأمن في اليمن وفي الدول المجاورة لما فيها من حيف كبير على كثير من مناطق اليمن على سبيل المثال : القضية التعزية والقضية التهامية والإبية والمأربية.. وغيرها،ولذلك فإن على مجلس الأمن إن أراد إيجاد نموذج في اليمن فعليه فقط أن يضغط على القوى المتنفذة التي يعرفها جيداً لِتفسح المجال للقوى التي نالت القسط الكبير من الظلم في الماضي أن تشارك مشاركة حقيقية في الفعل السياسي لتعوض ما فقدته نتيجة إقصائها في الحقبة الماضية ،ولكي تنال حقوقها العادلة في الثروة والسلطة ،وأن ينتهي وإلى الأبد التهميش والإقصاء ،وأهم مما سبق أن يتمكن شباب الثورة من رسم مستقبله ومن تحقيق كامل أهداف ثورته دون وصاية أو احتواء من أية قوة عندها وعندها فقط ستكون زيارة وفد مجلس الأمن ناجحة ومفيدة لليمن الموحد وللمنطقة
! alasaliali@yahoo.com