هل يمكن أن يتحالف حماة الوحدة ودعاة الانفصال لإفشال الحوار
بقلم/ وهيب الذيباني
نشر منذ: 10 سنوات و 11 شهراً و 28 يوماً
الأحد 21 إبريل-نيسان 2013 05:39 م

إذا توصل مؤتمر الحوار الوطني الشامل إلى حلول وسطية بعيداً عن ارادة المستميتين من أجل الوحدة وبعيداً عن طبيعة المتعصبين من أجل الانفصال وتم معالجة القضية الجنوبية في إقامة دولة اتحادية فيدرالية بين إقليمين شمال وجنوب برعاية وأشرف وضمانات دولية حينها هل يمكن ان نقول ان القضية الجنوبية قد تم معالجتها وان جذور عدم الثقة قد زالت .

إذا اتجه طرف الوحدة او الموت والآخر المتمسك بخيار الانفصال الى رفض مخرجات الحوار فيما اذا تمخضت نتائجه في الموافقة على إقامة الدولة الاتحادية الفيدرالية كما هي المؤشرات توحي لنا اليوم ، فالأول يسعى الى بقاء الوحدة اليمنية كما هي عليه الآن والثاني يرغب في انفصال دولة الجنوب عن الشمال والعودة الى ما قبل العام 1990م وبالرغم من اختلاف توجهاتهم إلا انهم قد يلتقوا في اتجاه واحد .

في هذه الحالة هل ممكن ان يتحالف هذان الطرفان في سبيل إفشال نتائج مؤتمر الحوار الوطني يعني هل يمكن ان يتفق حماة الوحدة ودعاة الانفصال على طاولة واحدة قد تسعى الى بذل مزيد من الجهد في إفشال نتائج الحوار وإجهاض الفيدرالية ليس من اجل تحقيق اهدافهم المتضاربة وإنما من اجل افشال جهود الاخرين الذين يسعون الى اخرج اليمن شمالاً وجنوباً من الفتن والصراعات .

ان الذي يعتقد ان هذا التحالف قد يكون مستحيلاً فهو قد يكون خاطئا لأنه في عالم السياسة ليس هناك أي شيء مستحيل، اذا كان احد قد تحدث في العام 1995م عن امكانية تحالف يجمع الحزب الاشتراكي اليمني مع التجمع اليمني للإصلاح في تيار واحد ماذا كانوا سيقولون عنه بالتأكيد مجنون ؟ او ذكر احدهم عن امكانية وجود تفاهم وتعاون بين الحوثيين الذين شاركوا في اجتياح الجنوب في العام 1994م وبعض قوى الحراك الجنوبي فقد يقال عنه هستيري ؟

وإذا كان أحد قد تحدث في العام 2004م عن إمكانية بناء تحالف بين الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام لوصف بالأحمق ولكن ذلك تحقق بعد سقوط نظام صالح فهناك احداث قد تطرأ على الواقع السياسي قد تكون غريبة ولكن هذه هي السياسة التي ليس لها أي ثوابت محددة وليست على ايقاعات معينة فقد يكون حلفاء الامس خصوم اليوم وقد يكونون ايضاً حلفاء الغد.

فمن الممكن ان يتحالف خصوم اليوم حماة الوحدة ودعاة الانفصال في يوم من الأيام ليس من أجل حماية المصالح الوطنية وإنما من أجل تشتيت الاوراق ليس لأنهم التقوا على مصلحة واحدة وإنما لأنهم اختلفوا مع من اتفقوا على حل واحد ، فالأول قد يكون يخطط لإفشال الفيدرالية للعودة الى الوحدة الاندماجية والآخر بالتأكيد يخطط لإجهاض مشروع الفيدرالية لاستعادة الدولة وإعلان الاستقلال .

حينها قد تكون المشكلة بعينها عندما تجد حلفا يتفقون على افشال هدف واحد ولديهم رغبة في تحقيق اكثر من هدف يعني اذا استطاعوا تحقيق الهدف الأول في افشال الفيدرالية سيتحول تحالفهم الى صراع على الاهداف الاخرى التي قد ينتصر طرف منهم على الآخر او ان يظلوا في صراع مستمر وحينها قد تفقد الحلول كلها ومن الممكن ان تنشب حرب تحرق الاخضر واليابس وأما اذا كانوا يلعبون كوشيه تبادل الادوار وهم متفقون فالمشكلة ستكون اعظم .

هذا الكلام ليس خيال وإنما جائز ان يحدث خلال الفترة القادمة في حال خرج مؤتمر الحوار الوطني الشامل بالفيدرالية الاتحادية بين إقليمين وهذا ما قد يرفضه الإخوة المتعصبون مع الوحدة من المحافظات الشمالية وكذا يمكن ان يقابل بالرفض من قبل اخواننا المتمسكين بخيار الانفصال في المحافظات الجنوبية والله يستر من التعصب الاعمى الذي افقد الحكماء والعقلاء صوابهم .

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
د. محمد جميح
تسعون ثانية قبل منتصف الليل النووي!
د. محمد جميح
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
كاتب صحفي/ خالد سلمان
إيران قوة هامشية
كاتب صحفي/ خالد سلمان
كتابات
د.صالح عبدالرب الهياشيثقافة التغيير.. تحدي المرحلة
د.صالح عبدالرب الهياشي
د: محمد الظاهريتحالفات غير بريئة !
د: محمد الظاهري
أحمد سالم بامقابلخيمة ٌ في مواجهة دولة
أحمد سالم بامقابل
هشام أحمد العزعزيمتى سنلحق بالرَكْبِ ؟
هشام أحمد العزعزي
مشاهدة المزيد