الداخلية تصدر توضيحا هاماً بشأن جوازات السفر الصادرة من جوازات الحوثي عدوان حوثي يستهدف كبرى الجامعات الحكومية في اليمن من المستفيد الوحيد من تعطيل قرارات البنك المركزي الاخيرة ؟..تقرير تمثل تهديداً كبيراً يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً.. محاضر سرية لاجتماعات ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» التابع للحوثيين تفضح المستور 50 ألف باكستاني اختفوا في العراق والحكومة الباكستانية تطالب بغداد بفتح تحقيق عاجل مليشيات الحوثي تخصص ملايين الريالات لتوزيع أسطوانات الغاز على أتباعها فقط وفاة فنان خليجي شهير ومن الرواد الأوائل روسيا في مجلس الأمن تكشف للعالم عن تعرض قطاع غزة للقصف بأكثر من 50 ألف قنبلة غارات أمريكية وبريطانية على احد الجزر الاستراتيجية بمحافظة الحديدة التي يتمركز بها قوات الحرس الثوري الإيراني.. تفاصيل الخسائر ما حقيقة إرسال يمنيين للقتال في السودان؟ ودولة خليجية متورطة
في المجتمعات المدنية الحديثة تعزز دولة القانون – وليس الدين وليس الضمير وليس الوازع الروحي - إلزام الجميع بقواعد القانون وتسليط العقوبة على كل مخترق للقواعد القانونية التي يحتكم إليها الجميع دون تمييز ، فيبدو المجتمع على نحو مشبع بالقيم التي نحسدهم عليها ، بينما لا ندرك أن صرامة القانون عندهم هي الحاضنة التربوية لتقويم سلوكهم الفردي وتعزيز الثقافة الجمعية بمنظومة قيم القانون ( = المساواة ، العدل ، المواطنة، الانضباط والانتظام اليومي، احترام الآخر ) بينما نحن نعول على الضمير والوازع الديني الذي نخونه سرا وجهرا..
على النقيض من ذلك نجد أن المجتمعات الإسلامية حيث هشاشة دولة القانون يكتفي المجتمع بالوازع الديني الهش والرقابة الذاتية ، مما خلق لدينا تشبعا في النفاق ، فنبدو ظاهريا من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون ونحن في حقيقة الأمر على نحو مختلف إلا من رحم الله والكارثة التي تزداد ظهورا واتساعا هو الجمع بين المتناقضات في سلوك المسلم ..
حصريا : في المجتمع المسلم – والمجتمع اليمني والخليجي نماذج حية – تجد الغش في الامتحان والغش التجاري وشهادة الزور بالمحاكم والتهرب الضريبي والجمركي والتزوير في المحررات الرسمية والتزوير بالانتخابات والشهائد العلمية والاتجار بالبشر والمخدرات وممارسة القتل وتفجير الكهرباء سواء بعد الإفطار من شعيرة الصيام أو بعد الخروج من الجامع والاستغراق طويلا بالصلوات الفروض منها والنوافل .. في ظل غياب دولة القانون .
إن مخاطر انحسار قيم الفضيلة سببها أساسا انحسار دور الأسرة في تربية أبنائها وغياب رب الأسرة القدوة ... وفي المقام الثاني غياب دور المدارس التربوية والعلمية لبناء الأجيال، عملا بالمقولة الشهيرة :
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت **** فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وذلك بسبب غياب المعلم القدوة وحضور المعلم الفاشل والغشاش والمهمل والفارغ ... ويستمر مسلسل الفشل التربوي في الجامعات حيث تغيب الرؤية والرسالة والهدف من التعليم العالي، حتى يبدو جليا أن عملا مقصودا يقف وراء مسلسل إفساد أخلاق الناس وإهدار كنوزهم الإنسانية على امتداد ثلاثة عقود من الزمن ..
لم يعد الإسلام لمجتمعاتنا في المعيش اليومي سوى طقوس ألفناها ونريد أن نظهر من خلالها أمام بعضنا على نحو حسن لكن في حقيقة الأمر لم تعد الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر بل أصبحت صلواتنا تتعايش مع المنكر فأنت معرض لسرقة حذائك في بيت الله وتصطدم يوميا بمآسي البشر في الصف الأول وعلى أبواب المساجد وقارعة الطريق حين تجد أناسا يعرضون مآسيهم لينالوا مساعدة أو دعم أو سد رمق وهو ما يشير إلى غياب التراحم والتكافل وفق مقولة الرسول الأعظم ليس منا من بات شبعان وجاره جوعان ..
إن في تدين القوم فساد وفي أخلاقهم شبهة وفي ضمائرهم تصحر فكان المجتمع أحد المرايا العاكسة صدقا وأمانة لسوء سلوكهم ولا مناص من المراجعة الجادة ولا مناص من دولة القانون لتمارس دورها في تربية الإنسان المدني وإعادته إلى جادة الصواب ..
* منشور في صحيفة مأرب برس لهذا اليوم 5 مايو 2013