قرارات حاسمة من أردوغان بشأن بعض الفصائل السورية .. لا مكان للمنظمات الإرهابية في سوريا وضرورة استقرار البلاد عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين
الوحدة ليست هي من ظلم الجنوب ولكن نظام الوحدة هو من ظلم الجنوب ، والمركزية ليست هي من ظلم الشمال ولكن نظام العائلة المستبد هو من ظلم الشمال ، والعيب ليس في الوحدة أو المركزية ولكن في من أستخدم الوحدة ومركزية الدولة في خدمة مشروعه العائلي .
عندما تسمع أصوات دعاة الانفصال تملأ المكان وتشغل أروقة السياسة وغرفها المغلقة ، وقاعات الحوار وصالات المؤتمرات تندد بالوحدة وتطالب بالانفصال تفهم من ذلك أن الوحدة هي المعضلة الوحيدة في القضية الجنوبية ، وهي السبب في تدمير الجنوب ونهب ثرواته وباستمرارها سيستمر تدمير الجنوب ونهب ثرواته مهما تعاقبت الأنظمة وتغيرت وتنوعت مكوناتها .
بلا شك أن الجنوب تعرّض للتدمير والنهب من قبل المخلوع وعصابته النافذة وليس من قبل الوحدة كما تعرض أيضاً لذلك الشمال ، وبإبعاده عن الحكم تلاشى الظلم والفساد في الجنوب الشمال ، ولم يبق أمام الشعب في الجنوب والشمال سوى المطالبة بالمحاكمة وليس بالانفصال .
الإصرار على المطالبة بالانفصال دون المطالبة بمحاكمة أركان النظام الفاسد يضع الوحدة في قفص الاتهام ويبرئ النظام المخلوع الذي عمد على تدمير الجنوب أرض وإنسان اجتماعياً وسياسياً على مدى 21 عام ، ومن خلال هذا التوجه السياسي لدعاة الانفصال لا تجد بأنه يستهدف من ظلم الجنوب ونهب ثرواته ، أو أنه منصف لأبناء الجنوب وسينتزع حقوقهم ممن ظلمهم .
الوحدة لا تملك شيئاً مما نهب صالح وعصابته من الجنوب ، والنظام الحالي لا يملك شيئاً من حقوق أبناء الجنوب المسلوبة ، والوحدة لا تقف حجر على طريق مطالبة أبناء الجنوب بحقوقهم ولا تمنعهم من نيلها وقد تكون العامل الأكبر المساعد لهم في نيلها ، والانفصال لن يستعيد للجنوب حقوقه المنهوبة .
تتعجب كثيراً عندما تسمع دعاة الانفصال يتحدثون عن مظلومية الجنوب ويرمون بأوزارها على كاهل وحدة الشعب ويزيحونها عن كاهل من ظلم الجنوب بعدم مطالبتهم بمحاكمته ، وبالنظر إلى أرض الواقع لا تجد من يزعمون وقوفهم إلى جانب القضية الجنوبية والمواطن الجنوبي أي أعمال ميدانية من مسيرات وفعاليات تطالب باستعادة حقوق أبناء الجنوب ومحاكمة من سلبها ونهب ثروات الجنوب ، وفي المقابل تجدهم يحتشدون ويتظاهرون للمطالبة بالانفصال وعودة خردوات الماضي وأدواته المتأكسدة كعلي سالم البيض شريك صالح في وأد الوحدة ، كما تتعجب أيضاً من الضغوط التي مورست ضد النظام الحالي قبل أشهر للاعتذار للجنوب ، فكيف يطالبون نظام وليد اللحظة بالاعتذار نيابة عمن أساء للجنوب ويكتفون بذلك ويتركون من أساء للجنوب ينعم دون المطالبة بمحاكمته والاقتصاص منه قبل المطالبة بفك الارتباط .
الانفصال لن يستعيد للجنوب حق منهوب أو مال مسلوب ما لم يصرّ أبناء الجنوب قبل تحديد المصير على محاكمة كل من ساهم وشارك في نهب ثروات الجنوب وممتلكات أبنائه ، ومن ظلم الجنوب أشخاص بعينهم وليست الوحدة كما أنها ليست ملكاً لهم حتى نرفضها وليسوا هم من صنعوها ، بل هم من اغتالوها وصادروا حقوق أبناء اليمن في الجنوب والشمال تحت مظلتها ، وقد كانت الوحدة التي صنعها الشعب في الشمال والجنوب لا تعني لتلك العصابة النافذة شيء سوى توسيع النفوذ لنهب المزيد .
الحقد الشديد على الوحدة غباء أم استغباء من دعاة الانفصال أم سياسات تُملى عليهم من الخارج بعد إسقاط النظام المسيء للجنوب دون المطالبة بمحاكمة أركانه وتقديمهم للعدالة واستعادة كل ما نهبوه من الجنوب ، أم أنهم لا يشعرون بحجم المظالم التي طالت أبناء الجنوب لذا لا يعينهم الاقتصاص لأبناء محافظاتهم ممن ظلمهم ومشروعهم بعيد كل البعد عن قضية أبناء الجنوب وربما يسعون إلى رمي الجنوب إلى أحضان عصابة نافذة لا تبتعد كثيراً في التشابه عن عصابة صالح .
الأصوات المتعالية بالانفصال لا أجد إلا أنها موجهة للشعب اليمني ووحدته بعد إسقاط النظام المسيء للوحدة ، ولا فضل للجنوب على الشمال بثروة ولا فضل للشمال على الجنوب بثروة وكلاهما بخيره ينضح ، ولا ثروة لجنوب نهبها شمال ولا ثروة لشمال نهبها جنوب وكلاهما منهوبي ثروة ومسلوبي حق ، ولكن ليس من الإنصاف في شيء أن يضع مظلوم مظلمته على كاهل مظلوم مثله يناضل لانتزاع مظالمهما ممن ظلمهما ، كما ليس من الحكمة اتهام فريضة دينية وواجب وطني كالوحدة بالعيب ... ولسان حالنا :
نعيب وحدتنا والعيب فينا وما لوحدتنا عيب سوانا .