نساء صرعتهن السلطة
بقلم/ افتقار البنداري
نشر منذ: 16 سنة و 10 أشهر و 19 يوماً
الخميس 03 يناير-كانون الثاني 2008 05:34 م

  منذ فجر التاريخ والمرأة تسعى لإثبات نفسها في أماكن الرجال، وعلى رأسها عروش الحكم، إلا أنه كما أتاح لها هذا الطموح ارتشاف حلاوة السلطة والشهرة والجاه، فكان لزاما عليها أيضا أن تتجرع مرارة التقاتل من أجل الحفاظ عليه لينتهي بها الأمر في بعض الأحيان إلى قاتلة أو مقتولة أو الاثنين معا .

ولعل ما فجر الحديث عن هذا حادثة اغتيال بوتو التي وقعت مؤخرا لتضيف ضحية نسائية جدية لضحايا السلطة من الجنس الناعم وهو ما سنعرض تفصيلاته فيما يأتي :

كليوباترا

ولدت كليوباترا السابعة عام 69 قبل الميلاد، وأصبحت ملكة في سن السابعة عشرة عقب وفاة والدها بطليموس الثاني عش ر، واتبعت التقاليد المصرية في ذلك الوقت بأن تزوجت أخاها بطليموس الثالث عشر أثناء فترة حكمها معه.

في ذلك الوقت كانت روما وصية على عرش المملكة المصرية، وزحف "يوليوس قيصر" حاكم روما وجنوده من روما إلى مصر وراء عدوه "بومبي" الذي استنجد بملك مصر، ولكن قيصر انتصر على بطليموس الثالث عشر، الذي لقي حتفه هو الآخر، وبذلك خلا عرش مصر للملكة كليوباترا، التي أصبحت صديقة لروما.

في أعقاب ذلك أنجبت كليوباترا ابنا أطلقت عليه اسم "قيصرون" أو قيصر الصغير، الذي ادعت أنه ابن يوليوس قيصر، وسافرت كليوباترا في عام 46 قبل الميلاد إلى روما لتعيش هناك بدعوة من يوليوس قيصر، وبعد مرور شهر واحد من زيارتها إلى روما اغتيل قيصر على يد أحد رجاله، لتعود كليوباترا إلى الإسكندرية سرا.

وعقب مقتل يوليوس قيصر، تنازع على حكم روما كل من "مارك أنطونيوس"، والقائد "أوكتافيوس"، فانحازت كليوباترا إلى جانب أنطونيوس الذي انتهى به الأمر للانتحار بعد هزيمته، فتنتحر هى الأخرى بسم إحدى الحيات عام 30 قبل الميلاد.

وبوفاة كليوباترا، يقوم أوكتافيوس بقتل قيصر الصغير، ويصدر قراراً من خمس كلمات يعلن فيه ضم مصر إلى المملكة الرومانية، وانتهاء عصر البطالمة في مصر.

زنوبيا

كانت زنوبيا زوجة اودنائس الذي كان أميرا مطماعاً، غير ان ابن أخيه ذبحه لسبب مجهول في وسط غزواته فانتقمت زنوبيا لزوجها، ولما كان أولادها الثلاثة صغارا ولا يصلحون لتولي الحكومة، فقد حكمت في أول الأمر باسمهم ثم أعلنت نفسها بعد ذلك ملكة على مقاطعات زوجها ووضعت تاج الملك.

ويقال أن «زنوبيا» كانت في جمال «كليوبترا» الا أنها تفوقها في الخلق والحمية، وكان ذكاؤها نادراً، وكانت تتحدث اللاتينية، واليونانية، والمصرية، ومشهورة بشجاعتها ودهائها وبأسها، فكانت تتبع زوجها في الصيد ولا ترهب الحيوانات المفترسة أسدا كان أو نمرا ولما حكمت البلاد اتسم حكمها بالعدل وعاملت الرعية بالرحمة.

وأضافت زنوبيا الى ممتلكات زوجها بلاد مصر فأصبحت مملكتها تمتد من الفرات الى البحر الأبيض المتوسط بما في ذلك القدس وانطاكية ودمشق. ولم يرض أمبراطور روما ان يعترف بها ملكة على ولايات زوجها؛ فبعث اليها بجيش مرة بعد مرة فكانت تهزمه في كل مرة شر هزيمة.

وحين صار «أورليان المفترس» امبراطورا على روما أغضبه تجرؤ امرأة على مخالفة روما ، فحوّل جيشا كبيرا الى هذه الملكة، وأرسل اليها رُسله يطلبون منها الإذعان فرفضت بشجاعة وقالت لهم «استمعوا الي وكما تسمعون انقلوا القول الى موفدكم، قولوا له اني كيفما أكون فقد كنت، وان الامبراطورية التي رفعتني الى العرش قد صاغها زوجي معي، انها ليست منحة ولكنها ميراث وغزو وتملك، ولو تخلى مرسلكم عن ممتلكاته او بعضها لمجرد السؤال سأتخلى عن مصر وعن شواطئ البحر الابيض المتوسط، قولوا له اني كما عشت ملكة، فان شاء الله سأموت ملكة».

وصرفت رسله ولم تنتظر حتى يأتي امبراطور الغرب الى بلادها فسارعت الى لقائه واصطدمت معه في معركتين عظيمتين قادت فيها الجيوش بنفسها ولكنها هزمت في الموقعتين، واضطرت للعودة الى حدود «يالميرا» وهناك أقامت تحصينات مهمة وعادت فنازلت «أورليان» من بروجها فهزمته في أول المعركة الا انه فرض الحصار على المدينة فلم تستطع الصمود، وفكرت الملكة في الفرار لتطلب المساعدة من الجوار حتى تستطيع انقاذ بلادها، وأخذت في تنفيذ الفكرة فامتطت جوادا وطارت به حتى وصلت الى شواطئ الفرات ولكنه اقتفى أثرها وأخذت أسيرة.

وقد اختلف المؤرخون في حياتها بعد الأسر، فقال بعضهم إنها قتلت نفسها جوعاً في عام260 للميلاد، حتى لا ترى بعينها مصرعها، ومصرع بلادها، وقال بعضهم ان الامبراطور وهبها داراً وحديقة عاشت فيها معززة مكرمة، وزوجت بناتها من اشراف العائلات الرومانية وصار ابنها الأصغر ملكا على جزء من أرمينيا.

حتشبسوت

بعد وفاة تحتمس الثاني، أعلنت زوجته الملكة حتشبسوت نفسها وصية على عرش تحتمس الثالث. وبعد عامين، طالبت بالعرش لنفسها. 

وحتى يكون حكمها شرعيا، ادعت أنها ولدت من الرب آمون، حين تجسد في جسد أبيها تحتمس الأول، والتقى بأمها الملكة أحمس. 

وقد صورت حتشبسوت علي هيئة رجل يرتدي الزي الملكي، المكون من النقبة الملكية واللحية المستعارة.

أثناء حكم حتشبسوت تمتعت مصر بالسلام في الداخل والخارج، وأرسلت حملات تجارية لأرض بونت، جنوب السودان أو إريتريا، وبنت معبدها في الدير البحري. 

وقد سجلت على جدران معبدها أحداث حملاتها، وأسطورة ولادتها الربانية. وبعد عشرين عاما من حكمها، ماتت حتشبسوت في ظروف غامضة، وتم تدمير مقبرتيها.

شميرام

يثير بعض المؤرخين الشكوك في حقيقة وجود الملكة الآشورية شميرام، إلا أن علماء أثار ألمان عثروا في عام 1909على تمثال لها. ولما كان لاسمها ارتباط بأعمال تاريخية تستحق الذكر، كارتباطه بقصة نينوى وبناء مدينة بابل العظيمة، لم يبق مجال لتجاهل أعمالها .

ويقال أنها ولدت في مدينة عسقلان من أعمال سورية، ولما ترعرعت اشتهرت بجمالها وذكائها، وشاهدها يوما الملك نينيب وهي خارجة مع زوجها حنون الى الحرب فأخذها من زوجها وشاركها معه في الملك .

كان نينيب قبل ذلك بـ 17 عاما ، قد اخضع جميع امم اسيا ما عدا الهنود، وشيد مدينة نينوى، على شاطئ نهر دجلة، ومات بعد حكم 52 عاما، وأوصى لزوجته بالملك من بعده لان ابنه نيناس كان صغيرا ، ويقول بعض المؤرخين انه لبى رجاء زوجته الفتية في التخلي لها عن سلطانه في طول البلاد لمدة خمسة ايام ، فصدرت الاوامر الى اطراف المملكة بالاذعان لاوامرها واحترامها ، ولبست خاتم الملك وجلست على العرش ولما استتب لها السلطان المطلق استعملت سلطتها شر استعمال فأمرت بسجن زوجها ثم بقتله.

بدأت بأعمار مدينة بابل العظيمة، وبنت برج بابل، ووسعت مملكة نينيب، وسيرت ماء الأنهار لإخصاب الاراضي التي كانت من قبل قاحلة، ومهدت الطرق بالحديد في الجبال الوعرة.

وكانت شميرام متيقظة جريئة في ادارة حكومتها ، يروى انه ذات صباح وهي تستكمل زينتها جاءها نبأ فتنة وقعت بين فريق من الاهالي ، فأندفعت في الحال وشعرها مبعثر وواجهت جمهور المشاغبين بشجاعتها، فأطفأ حضورها غضبهم بسرعة، ومن ثم عادت واتمت زينتها بهدوء .

وقد اعتزمت في النهاية اخضاع الهند ، فأعدت المعدات لهذه الحملة. ولما كان الهنود مشهورين بعدد فيلتهم الكثير التي يستخدمونها في الحرب، سعت في التغلب على هذه العقبة بحيلة حربية فأمرت بتغطية مائة الف جمل بجلود الثيران السوداء لتقلد بها الفيلة.

من ناحيته، جهز ملك الهند قوة كبرى لملاقاتها وبعث اليها عند اقترابها من حدود مملكته يسألها: لماذا اعلنت عليه الحرب ومن تكون هي حتى تتجرأ على مهاجمة مملكته، فقالت ملكة اشور للرسول: اذهب الى ملكك وابلغه اني سأخبره بنفسي من اكون ولماذا جئت الى هنا .

وكانت شميرام موفقة في اول المعركة ، وأسرت مائة الف أسير ودمرت الف مركب هندي ، فتظاهر ملك الهند بالهرب، وتتبعت الهنود المتقهقرين بفيلتها الزائفة، فخاف الهنود في اول الامر، ولكن عند اكتشاف تلك الحيلة عاد ملك الهند وهاجم شميرام بفيلته الحقيقية، ففرت جيوشها من امامه، وعبرت نهر الهندوس، وبعد ذلك تم الصلح بينهما على تبادل الاسرى وعادت شميرام الى اشور.

ولما بلغت حدود مملكتها علمت ان ابنها قد تأمر عليها، فتذكرت النبوءة التي تقول أنه عندما يتامر ابنها ضدها فستختفي من بين الهالكين وتستقبل بين الخالدين، فتنازلت له عن العرش ويقال انها قتلت نفسها لترفع الى الالهة، ويقول اخرين انها تحولت الى حمامة وطارت من القصر مع سرب الحمام، ولذلك يعتبر الاشوريون شميرام خالدة والحمام مقدسا، وكانت قد حكمت اثنين وأربعون عاما .

شجرة الدر

السلطانة التي أصبحت حاكمة مصر الأيبوبية لمدة 80 يوما، بعد أبت الخضوع لحدود التي خطتها لها بيئة عصرها بعد وفاة زوجها نجم الدين أيوب، فاختطت لنفسها مساراً قفزت به علي تقاليد المجتمع التي ترفض تولي امرأة الحكم.

اختلف في أصلها، فقيل أنها تركية، وقيل أرمينية تم إهدائها إلي بلاط السلطان، وبعد وفاة زوجها ظهرت علي السطح مطامعها السياسية التي أفسح لها المجال مقتل توران شاه ابن نجم الدين ايوب بعد قليل من وفاة زوجها، فخلا لها الأمر لمدة 80 يوما إلا أن نصحها المماليك بالنزول من علي العرش حفاظا علي الأمن بعد اعتراض الخلافة العباسية علي توليها السلطة بمصر.

وتم تزويجها من الأتابك عز الدين أيبك التركماني وتنازلها له عن السلطنة مكرهة حيث شكل ذلك بداية الحكم المملوكي في مصر، ولكن علاقتهما ساءت، فتآمرت على قتله.

وكان ختام حياة شجرة الدر مصداقاً لمقولة : (كما تدين تدان) حيث ذاقت كأس المنون قتلا التي سبق وأن سقتها لغيرها بعد أن انتهى بها المطاف سجينة في قلعة الجبل ومن ثم قرار قتلها من قبل علي ابن المعز، وقيل أن قتلها كان بطريقة الضرب بالقباقيب حتى الموت.

ماري أنطوانيت

هي أخر ملكة تتربع على عرش‏ فرنسا قبل أن تقوم الثورة الفرنسية التي ألغيت من بعدها الملكية في فرنسا، وهي ذات أصل نمساوي تم ترتيب زواجها بالأمير لويس السادس عشر ولي عهد فرنسا حينها والذي كان يبلغ من العمر خمسة عشر عاما بينما كانت ماري في الرابعة عشر من العمر .

كانت ذكية وجذابة بينما كان زوجها بطيئاً في تفكيره وفي حركته على عكسها، إذ عُرف عنها سرعتها ونشاطها وحيويتها، لذلك لعبت دوراً هاماً في قضايا الإمبراطورية في وقت كانت فرنسا تعج بالاضطرابات.

وفي ذلك الوقت كان التفاوت الطبيعي في فرنسا في أشده، فالغني غني، والفقير فقير

ولجهل ماري انطوانيت بحال الفقراء فقد عُرف عنها أنها كانت كانت امرأة مسرفة ومتطرفة، كما أن كثير من الناس فقدوا الثقة بها لكونها نمساوية الأصل.

وماتت ميتة بشعة خلّدت أسمها وجعلتها واحدة من أشهر الملكات في التاريخ بعد أن اتهمها قادة الثورة الفرنسية بالخيانة، وحكموا عليها بالإعدام، وقطعت رقبتا تحت المقصلة.

ومن المشهور عن ماري انطوانيت أنها عندما كانت صغيرة سألت حاشية قصرها:

- لماذا يتظاهر الناس امام قصر الامبراطور ؟

- أجابوها ( الحاشية) : ان النناس لا تجد الخبز لتأكل ؟

فقالت ماري انطوانيت للحاشية : ليأكلوا بسكويت ... أين المشكلة ؟

إنديرا غاندي

عاشت إنديرا غاندي، أول سيدة تصبح رئيسة وزراء للهند، الحياة السياسية بكل ألوانها، فكانت على رأس السلطة تحكم واحدة من أكبر دول العالم تارة، وحبيسة جدران السجون والمعتقلات بعد هزيمة حزبها تارة أخرى.

ولدت إنديرا في 19 نوفمبر بمدينة الله آباد في عائلة سياسية حيث كان والدها جواهر لال نهرو أول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال 1947 و شارك مع المهاتما غاندي في الحصول علي استقلال وطنهم من بريطانيا.

تأثرت إنديرا بالزعيم الهندي ألمهاتما غاندي وبخاصة فيما يتعلق بالعمل على الخلاص من الاستعمار والاعتماد على النفس في سد احتياجات الشعب والحفاظ على وحدة الهند ورفض الاقتتال الطائفي. ومن شدة تأثرها بغاندي باتت تنسب إليه وأصبح يطلق عليها إنديرا غاندي ولبست الرداء الهندي المصنوع يدويا من القطن.

اشتغلت إنديرا بالعمل السياسي منذ وقت مبكر من حياتها، ففي عام 1942 اعتقلت هي وزوجها بتهمة مناهضة الاستعمار، وبعد تولي والدها رئاسة الوزراء أصبحت إنديرا المساعد الرئيسي له، وفي عام 1962 كلفت إنديرا بالإشراف على إستراتيجية الدفاع الوطني عندما تصاعدت حدة الخلافات من جديد بين الهند وباكستان على كشمير.

تولت وزارة الإعلام في عام 1964، ثم رئاسة الوزارة عام 1966 بعد وفاة رئيس الوزراء شاستري، وحظيت بشعبية جارفة بسبب انحيازها للفقراء.

وتهاوت شعبيتها بسبب فرضها حالة الطوارئ عام 1977 وخسرت منصبها الذي استعادته 1980 بمعاونة ابنها سنجاي، ولكن لم يهنأ الأخير كثيرا بذلك إذ لقى حتفه في حادث طائرة شراعية، ليحل محله ولدها الأكبر راجيف تمهيدا لخلافتها.

 

وأثارت غضب بعض المتشددين السيخ بعد أن أمرت بمهاجمة معبد يعتصم فيه عدد من زعمائهم المعارضين لها. وفي هذه الأثناء رفضت إنديرا تغيير حرسها الشخصي المكون من الضباط السيخ معتبرة أنه يجب أن لا يؤخذ الأبرياء بجريرة المذنبين على حد وصفها، لكن التعصب الطائفي للحرس غلب على الواجب القومي فسقطت إنديرا صريعة برصاصاتهم القاتلة صبيحة يوم 31 أكتوبر 1984 فودعت الحياة السياسية عن عمر يناهز 67 عاما.

بينظير بوتو

كما ورثت السلطة عن والدها رئيس وزراء باكستان السابق ذو الفقار بوتو، ورثت رئيسة الوزراء الراحلة بنظير بوتو أيضا قدر الموت اغتيالا.

فقد أعدم والدها عام 1979 بعد الانقلاب عليه، وعُثر علي أخيها شاهنواز ميتا في شقته بالريفيرا الفرنسية، أما شقيقها الأكبر مرتضى فقتل بالرصاص عقب عودته من منفاه وكان لكلاهما نشاطه السياسي، حتى جاء دورها لتلقى حتفها في تفجير انتحاري الخميس 27 ديسمبر 2007.

ولدت بوتو عام 1953، وتخرجت في جامعة أكسفورد البريطانية عام 1978، كما درست بجامعة هارفارد الأمريكية. وتزوجت من السياسي علي آصف زرداري وأنجبت منه ثلاثة أطفال.

استمدت بوتو طموحها السياسي من تاريخ والدها، وهو الطموح الذي تضاعف بعد إعدامه 1979 بعد انقلاب الجنرال ضياء الحق عليه، حتى أصبحت حين كان عمرها 35 عاما أول رئيسة وزراء مسلمة، وأصغر رئيسة رئيسة وزراء في العالم ولمرتين عامي 1988 و1994.

كانت بوتو الشابة سياسية محنكة، لكنها اثارت ايضا الكثير من الجدل. كانت تعتبر نفسها معتدلة ديموقراطية، مما جلب لها ثناء الغرب. وكما ارتبط اسمها بالتحديث والديمقراطية، ارتبط أيضاً بالفساد والثروة الفاحشة، وهو ما تسبب في إقالتها في المرتين اللتين رأست فيهما الحكومة بسبب اتهامات بالفساد لم تدان بشيء منها أمام القضاء.

وفي 1999 رحلت إلى منفى اختياري بدبي، لتعود في أكتوبر 2007 كمنافس قوي للرئيس برويز مشرف، مستغلة مروره بأسوأ أزماته السياسية بسبب نقمة الشعب علي سياساته الخاصة بمكافحة "الإرهاب"، وبدأت التمهيد لخوض الانتخابات التشريعية القادمة أملا في رئاسة الحكومة للمرة الثالثة. ونجت من محاولة اغتيال في 18 أكتوبر.

كانت تنتظر بوتو أن تقلب المعادلة السياسية في باكستان رأسا علي عقب خاصة بعد الاستقبال الشعبي الحاشد لها، إلا أن تفجير انتحاري في الخميس 27-12-2007 أطاح بطموحاتها وسط تجمع من أنصارها، لترحل المرأة الحديدية، تاركة ورائها علامات استفهام كبيرة على مستقبل باكستان

محيط