نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية #لا_لتطييف_التعليم.. حملة على مواقع التواصل الإجتماعي تكشف عبث الحوثي بالمناهج وقطاع التعليم حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين أول رد لتركيا بعد هجوم حوثي استهدف احدى سفنها
بعد ثلاثة ايام من القصف الجوي والبحري والبري التدميري للبني التحتية اللبنانية من قبل الآلة العسكرية الاسرائيلية الجبارة، تبدو ردود الافعال العالمية اكثر تعاطفا مع الضحايا اللبنانيين من نظيرتها العربية.
ومن المفارقة ان ثلاث دول عربية هي المملكة العربية السعودية ومصر والاردن حملت المقاومة الاسلامية اللبنانية مسؤولية العدوان الاسرائيلي بطريقة مباشرة، وغير مسبوقة، عندما اعتبرت في بياناتها الرسمية العملية الفدائية التي نفذتها خلية تابعة لحزب الله ضد اهداف عسكرية اسرائيلية ادت الي مقتل ثمانية جنود وأسر اثنين مغامرات غير محسوبة لا تخدم المصالح والقضايا العربية .
واذا كان البيان الاردني ـ المصري المشترك الذي صدر في اعقاب لقاء القمة المفاجئ الذي جمع بين زعيمي البلدين قد انتقد حزب الله و حماس وخطفهما لثلاثة جنود اسرائيليين بطريقة خجولة ، ودان العدوان الاسرائيلي علي لبنان، فان البيان السعودي الذي صدر عن ناطق رسمي ذهب الي ما هو ابعد من ذلك بكثير، عندما شكك بالمقاومتين اللبنانية والفلسطينية واعتبرهما غير شرعيتين بقوله نعلن بوضوح انه لا بد من التفرقة بين المقاومة الشرعية وبين المغامرات غير المحسوبة التي تقوم بها عناصر داخل الدولة ومن وراءها دون الرجوع الي السلطة الشرعية في دولتها، ودون التنسيق او التشاور مع الدول العربية، فتوجد بذلك وضعا بالغ الخطورة يعرض جميع الدول العربية ومنجزاتها للدمار ومن دون ان يكون لهذه الدول اي رأي او قول .
ولا نعرف متي كانت حركات المقاومة العربية تنسق مع الحكومات العربية وتأخذ إذنها قبل الإقدام علي عملياتها المسلحة ضد قوي الاحتلال حتي تطالب الحكومة السعودية المقاومتين اللبنانية والفلسطينية بالالتزام بهذه القاعدة.
ان هذه المواقف السعودية تبدو غير مفهومة، وتطرح العديد من علامات الاستفهام حول الدوافع الحقيقية لها. فالمقاومة اللبنانية لا تقدم علي اعمالها الفدائية المشروعة ضد احتلال اسرائيلي واضح لأراضي بلادها من وراء ظهر النظام اللبناني مثلما اوحي البيان السعودي، بل بدعم كامل منه، فالسيد اميل لحود الرئيس المنتخب، وقمة النظام في لبنان يؤيد عمليات حزب الله ، وكذلك الجيش، والعديد من التكتلات السياسية اللبنانية الشرعية مثل حزب السيد ميشال عون وسليمان فرنجية، بل والسيد وليد جنبلاط الذي طالب الشعب اللبناني بتوحيد صفوفه في مواجهة العدوان الاسرائيلي.
يبدو ان البيان السعودي يحصر الشرعية اللبنانية في تكتل المستقبل الذي يتزعمه السيد سعد الحريري، ويتحالف مع بعض القوي اللبنانية التي تعارض كل اشكال المقاومة.
وهذا خروج عن الثوابت السعودية التي نعرفها وترسخت علي مدي عدة عقود.
جرت العادة ان تتخذ الحكومة السعودية مواقف بإيعاز امريكي علي غرار الموقف الحالي، ولكنها كانت تلجأ الي إلباسها غطاء عربيا، مثلما جري مع مبادرة التطبيع التي تحولت من مبادرة سعودية صرفة الي مبادرة عربية اعتمدتها قمة بيروت، وكذلك مبادرة الملك فهد الشهيرة للسلام التي تبنتها قمة الرباط. ولا نعرف ماذا تغير الآن، ولماذا هذه العجالة السعودية لإنقاذ المشروع الامريكي ـ الاسرائيلي ضد لبنان وسورية وايران والفلسطينيين. وهل هذا التوجه يخدم السعودية نفسها والمنطقة العربية؟
وربما يجادل البعض بان الموقف السعودي هذا يعكس عقلانية ورؤية واقعية تري الامور من منظور مختلف، لأن موازين القوي ليست في صالح العرب، والعمليات الفدائية غير المحسوبة ربما تؤدي الي تدمير دول مثل لبنان، وتصب في مصلحة ايران وبرنامجها النووي.
ونعترف ان هذا الجدل ينطوي علي بعض الصحة، لو كانت هناك سياسة ثابتة، ومعايير موحدة تسنده، ولكن الم تساهم الحكومة السعودية بخدمة المشروع الايراني بتسهيلها وتمويلها للعدوان الامريكي علي العراق في شقيه الاول والثاني وأخلت بتوازن استراتيجي تفتقده المنطقة حاليا؟
ثم أليس من حقنا ان نسأل عن غياب هذه العقلانية فيما يتعلق بملف الاحتلال السوفييتي لافغانستان، والاحتلال العراقي للكويت، والتدخل المصري في اليمن، حيث لعب الدعم المالي والعسكري والمعنوي السعودي دورا كبيرا في مواجهة هذه الاحتلالات؟
العقلانية العربية هذه لم تفرج عن اسير عربي واحد في سجون الاحتلال، ولم توصل فلسا واحدا للمحاصرين المجوعين في قطاع غزة والضفة الغربية، ولم تمنع قذيفة واحدة من دك محطات الكهرباء والماء والجسور في غزة ولبنان، ولم تعد المحاصرين علي معبر رفح منذ ثلاثة اسابيع ويصل تعدادهم الي سبعة آلاف شخص.
نحن لا نطالب الحكومة السعودية او اي حكومة عربية اخري بارسال الجيوش الي لبنان، او الضفة والقطاع، لحماية العرب المسلمين من المجازر الاسرائيلية، رغم ان هذا واجب شرعي واخلاقي، ولكننا نطالبها، والسعودية بالذات، ان لا يكون موقفها اقل من موقف فاتيكان روما، او الحكومات الاوروبية مثل فرنسا التي رفعت صوتها عاليا ضد العدوان الاسرائيلي.
لا نتوقع من الحكومة السعودية ان تستخدم سلاح النفط مثلما فعل الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز، وانما تخفيض انتاجها مليون برميل يوميا احتجاجا علي الدعم الامريكي للعدوان الاسرائيلي، وتضامنا مع اللبنانيين والفلسطينيين، فهي لن تخسر شيئا، بل ستكسب كثيرا، لان عمليات حزب الله و حماس رفعت اسعار النفط الي معدلات قياسية، ولان اي تخفيض للانتاج السعودي سيتم تعويض عوائده من ارتفاع الاسعار الذي سينجم عن هذه الخطوة.
المقاومة اللبنانية، وأيا كانت اجندتها، اقدمت علي عمل مشرف لم تقدم عليه اي حكومة عربية، خاصة تلك التي انفقت مئات المليارات من الدولارات علي تسليح جيوشها بأحدث الاسلحة الامريكية والبريطانية، عندما هرعت لنجدة المحاصرين المجوعين المذبوحين في قطاع غزة.
هذه المقاومة التي يتزعمها حزب الله وتعتبرها بعض الدول العربية غير شرعية وتصف عملياتها الفدائية بالمغامرات غير المسؤولة هي التي قصفت حيفا ونهاريا وعكا بالصواريخ وهو ما لم تجرؤ عليه اي حكومة او اي زعيم عربي.