إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا
كثير ممن حضروا تكريم نادي التلال لعبدالحميد السعيدي - جرى مساء الأربعاء الفائت في أحد الفنادق الكبرى بعدن- بمناسبة حصوله على الجائزة الأولمبية تحت عنوان:
"الرياضة وتعزيز الفكر الأولمبي"، ما زالوا يعتقدون أن أهم ما جاء في حفل التكريم ليس الجو الفرائحي الذي بدا ظاهراً على وجوه كثير من الحاضرين وسائداً في أجواء الحفل وحسب؛ بل ويكمن بشكل أساس في اعتراف وزير الشباب والرياضة الأسبق الدكتور عبدالوهاب راوح بأن شخصية مثل عبد الحميد كرجل قيادي كان يمثل أهم شخصية كان يرجع إليها ويتشاور معها في الهموم والمشاكل.
عبدالحميد السعيدي [59 عاماً] بنظر الدكتور راوح كان المرجعية الحاسمة له لأنه امتاز بالصدق في التعامل والإخلاص في العمل.
إنه كلام واضح وصريح أيضاً لا يفوقه صراحة إلاّ رقم الذين حضروا الحفل وقد بدا لافتاً للأنظار كماً ونوعاً.
لقد حضر الحفل شخصيات مهمة ومختلفة لها ثقلها وبساطتها في مجتمع مدني متحضر مثل عدن.
بدا من كلمات الاحتفاء وكأن السعيدي في ليلة عرسه.
كان راوح - أبرز الذين تحدثوا، وهو رجل أكاديمي معروف- يُسلط مزيداً من الضوء على صفات المُحتفى به: "لم أعرف عنه التقاعس والإهمال".
"لم يخيب السعيدي ظني أبداً" يضيف راوح في كلمته في المنصة التي توسطها محافظ عدن الكحلاني وكأن الأخير في حفل انتخابي.
كان واضحاً أن راوح يحاول إقناع الحاضرين بما يقوله.
راوح في التعبير عن مشاعره زاد أيضاً: "عندما تجتمع المصداقية في العمل مع الثقة بالنفس ويضاف إليها التواضع، فإن هذه سمة لا توجد إلاّ نادراً و عبدالحميد واحد من الأشخاص النادرين".
لم تأت بقية كلمات الضيوف في حفل الاحتفاء بشيء أكثر أهمية من كلام رواح.
هكذا بدا الأمر في عيني المُحتفى به واضحاً.
كانت جميع الكلمات تؤكد على ان الرجل يُحظى باحترام بالغ في هيكل الحركة الشبابية والرياضية.
ومع ذلك؛ بدت تفاصيل الحفل وكأن المُحتفى به مجرد ضيف ليس له أهمية. بدا السعيدي أقل أهمية من أولئك الحاضرين الذي توسطوا منصة الاحتفال.
دعوا أخلاق وتواضع السعيدي جانباً.
توسط الكحلاني المنصة الاحتفائية وكأنه العريس!، وإلى جانبه الأيسر قعد نائبه عبدالكريم شائف!، في حين كان الجانب الأيمن من نصيب عبدالوهاب راوح.
لا مزيد من تفاصيل هذا الاقتحام الكبير فجاً؛ أنظروا إلى الصورة وحسب.
حسناً.. هل يستطيع أحدكم - الآن- أن يحدد بالضبط أين قعد السعيدي وهو العريس؟
يبدو ان بعضنا ما زال لا يستطيع العيش إلاّ وفق هذا السلوك الإقصائي.
لا يتعلق الأمر وحسب بفن الاحتفاء بشخص محترم والباقي مجرد ضيوف ولو في ليلة واحدة ولمجرد ساعة زمن وحسب. إنه طبع يغلب التطبع.
كان بالإمكان جعل السعيدي وحده في المنصة مع أمين عام اللجنة الأولمبية محمد الأهجري وممثل عن نادي التلال.
لكن ما حدث أمر ببساطة [يكشف] أن بعضنا تعوّد أن يأخذ حق غيره حتى في ليلة عرسه.
يااااااااااااه.. حتى في تذوق الفرحة على بعضنا أن يشعر أنه أقل من غيره.
كلام راوح كان جميلاً للغاية؛ ومع ذلك لم يفعل الرجل عندما كان وزيراً للشباب والرياضة ما يترجم شعوره اليقيني تجاه السعيدي بشيء ما عملي يرفع من شأن الرجل في الوزارة.
غادر راوح وزارة الشباب والرياضة والسعيدي مديراً عاماً للاتحادات والأندية.
لم يتم بحسب ما هو مفترض رفع السعيدي في السلم الوظيفي تقديراً لعمله إلاّ في عهد عبدالرحمن الأكوع.
كان الأكوع - قياساً بغيره- مُنصفاً في تقدير الكوادر الجنوبية.
لقد تم ترقية الرجل درجة واحدة وحسب؛ لا بأس.
إنه أمر أغلب الظن يأتي وفق مبدأ من جد وجد ومن زرع حصد.
حسناً إذن.. أصبح السعيدي -هذا الرجل المحترم- وكيلاً مساعداً في الوزارة لشئون الرياضة.
لا يفصل بينه وبين منصب الوزير إلاّ وكيل الوزارة علماً ان في الوزارة أكثر من وكيل مساعد.
كان ذلك قبل أن يأتي حمود عباد وزيراً للشباب والرياضة.
من الطبيعي بمرور السنوات أن يرتقي السعيدي السلم الوظيفي في وزارة الشباب والرياضة كغيره من المخلصين في العمل.
ان الترقي في المناصب الوظيفية في عموم الوزارات أمر مشروع ومنطقي خصوصاً لأولئك الذين يعملون بجد .. أليس كذلك؟
هكذا يحتفون بالمخلصين ويكافئون.
ما حدث مع السعيدي، على الرغم من الكلمات البهية التي احتفت به طوال هذه السنوات، يكتشف أن الذين يحظون بالإشادات إثر عملهم المخلص، عليهم أن يتراجعوا في السلم الوظيفي.
إنها مكافأة من طراز جديد.
بدلاً من صعود السعيدي السلم الوظيفي درجتين؛ [هبط] مثلهما..!
لقد تم تعيين اثنين من الشباب مسئولين على السعيدي في منصبين أُستحدثا لهما خصيصاً.
في البدء تولى معمر الارياني منصب وكيل أول؛ تم استحداث المنصب خصيصاً له بقرار تعيين جمهوري.
ومن ثم تولى حاشد الأحمر منصب نائب وزير بعد بضعة أشهر؛ تم استحداث المنصب خصيصاً له بقرار تعيين جمهوري.
إنهما ببساطة في عمر أولاد السعيدي.
غير ذلك؛ كقراءة أكثر واقعية للحدث: لم يُكتب عليهما أن يتدرجا السلم الوظيفي كما فعل السعيدي.
إنهما ببساطة مارسا رياضة القفز المظلي بقرارين جمهوريين.
هل التدرج الوظيفي مكتوب على بشر دون غيرهم؟
بالنسبة إلى ما سلف أنه كذلك ولا أسف.
إنه أسلوب عملي في كيفية الاحتفاء بنوع معين من البشر على حساب غيرهم. قطعاً ليس للأمر علاقة بالاحتفاء المدني الحضري الذي أُقيم للسعيدي في فندق على ساحل خورمكسر بعدن.
هل سأل أحدكم لماذا أقام التلال حفل التكريم الآن على الرغم من إعلان فوز السعيدي بالجائزة الأولمبية قد مضى عليه بضعة شهور....؟!