نشتي رئيس خائن؟!
بقلم/ فكري قاسم
نشر منذ: 15 سنة و 7 أشهر و 23 يوماً
الأحد 03 أغسطس-آب 2008 11:52 ص

* الحقيقة تنقلب بأرجل إلى فوق عندما ندافع عن الحرب؟!

لو أن إيقاف الحرب خيانة، الحرب نفسها أيش تكون يعني؟ محلبية!!

في علم النفس وعلم الحياة إجمالا، المدافع الحصيف عن الحرب - أية حرب- يبدو أكثر من كونه سمجا يروي دعابة ثقيلة ومجرمة وينقصه - فقط - المعاناة بسببها.

* ما كان يفترض بنا أن نسميها حربا، لكن كلا الطرفان (الجيش والحوثي) يعدان ضحاياهم وكل مديرية في اليمن أقامت مراسيم عزاء لقتلاها وأكثر المديريات حظا هي تلك التي عادت إليها جثة أحد قتلاها وألقت على رفاتهم نظراتها الاخيرة وأقيمت في حضرتها صلاة ميت.

ما كان يفترض أن نسميها حرباً لكن 12 ألف قتيل من اليمنيين و 2 مليار دولار حصيلة 4 سنوات قتال.. قتال ضد أيش؟ وعلى أيش؟ والله ما حد داري! إننا هكذا، حشد من البشر المفرغين من التفاصيل، ونعيش حياة فارغة من التفاصيل.. حياة تشبهنا تماما! وما شاء الله كان.

ما كان ينبغي لنا أن نسميها حربا، لكن تجار الدين والحرب - أمرهم لله - أرادوا لها أن تكون كذلك وأرادوا لها أيضا أن تستمر؟! .. يا غارتاااه والموسم الذي خسروه!

* على أية حال.. ما دام قرار إيقاف حرب صعدة اعتبر من قبل البعض خيانة وطنية (!) .. آه ليت الرئيس فعلها وخان الوطن قبل 4 سنوات.

ما احوجنا عموما لخيانات عديدة ولو متأخرة يا سيدي.

ما أحوجنا أيضا لنظام يخون مزاجه الشخصي فإننا بصراحة ولو مرة واحدة كل شهر.

* ما دامت الوطنية هي الدمار والدم (ما نشتيش) رئيس وطني أبدا. نشتي رئيس خائن .. نشتي نعيش بسلام أو نموت باحترام.

شبعنا من كوننا شعب "هكبة" أضحيات. عمرنا يمشي ونحن على عادتنا ضحايا حرب، ضحايا سلاح، ضحايا انفجارات، ضحايا اتفاقات، ضحايا تطرف، ضحايا عنف، ضحايا فساد، ضحايا فقر، ضحايا مسئولين أغبياء، ضحايا صراعات حزبية، ضحايا حوادث مرورية، ضحايا انزلاقات صخرية، وزادوا "غلقوها" مؤخرا "ضحايا تعبئة خاطئة"!!

كل "هكبة" الأضحيات تلك تحدث - غالبا- باسم الوطنية !

* بلا عك، بلا كلام فاضي .. نشتي رئيس خائن للوطن.. هذا أنفع لنا من الوطنية اللي دوختنا دهر.

* ثم إننا أصلا - كما جرت العادة- نلصق تهم الخيانة دائما ضد كل من يقول الحقيقة.

هذا العيار السياسي الأهبل واللزج، هذه المرة أصاب فخامة الرئيس ! (ابصر كيف هي طفيح يا فندم؟) ومع هذا ما عليش .. كرر خياناتك العظمى يا سيدي، الله ما أروع خياناتك وما أقبح بعض أماناتك خصوصا عندما تأمن علينا أشخاصا كل الذي يفعلوه يا سيدي أنهم - غصبا عن أهالي أهالينا- "يركزونا" خصوما لك!

* أوقفت حرب صعدة يا فخامة الرئيس الخائن.. باقي "الخيواني" حتى اسمه لو تلاحظوا مركب خيانة حاصل مُحَصَّل!

وكن خائنا أكثر وأوقف حرب السجن عليه.

* نشتي رئيس خائن يعلمنا الوطنية لأننا أصلا شعب خائن ولا ينفع معانا الوطني أبدا.

ليس هناك شعب خائن لحياته وآماله وطموحاته أكثر منا نحن أبو يمن.

نخون حماسنا كل يوم في مقايل القات، نخون أطفالنا ونحن نعلمهم كيف يكبروا مؤدبين ومحترمين وفي الآخر يجي أطرف "بلطجي" يعصد حياتهم عصيد؟!

كل يوم نخون الهدوء في مطاعم السلتة والعصيد وفي الشوارع وعند زحام الجولات .. بيييب بيييب عند أي توقف.

نخون أخلاقنا بإنشاء هيئة تدعى الفضيلة، نخون الإسلام حينما ينشغل فقهاؤنا بقضايا حسمت قبل ألف عام. وقضايا بكرة، يعتبرونها من أمور الغيب، يعني ما لهمش دخل.

نخون الإيمان نفسه حينما تكون خطبة الجمعة حديثا عن يأجوج ومأجوج ورائحة حمامات المسجد تطرح أنفك أرضاً مع أن النظافة من الإيمان.

إننا بجد نحتاج إلى مجمع فقهي خائن بامتياز ليعيد تشكيل مفاهيم عصيدتنا الدينية. نشتي رئيس خائن، شبعنا وطنية.

 الحرب البورجية؟!

* سيدي الرئيس.. زيدنا من خيانتك الوطنية حبتين وأوقف حرب الاستنزاف هذه التي تشنها ضدنا كصحفيين وزارة "الإعدام" ! ويوقد جمرها القائد الأعلى للسانك زميلنا العزيز (للأسف) عبده بورجي!

* إنه من غير اللائق برئيس للجمهورية احتفل الأسبوع الفائت بعامه الـ30 في الحكم. فيما وزير (إعدامه) وسكرتيره الصحفي يمنعان مواطنا من أن يكون رئيسا لتحرير صحيفة!

(8) شهور وأنا أجري وراء ترخيص صحيفتي المحتجزة لديهم.

قل لهم عيب يا فخامة الرئيس.. بيننا قانون عليهم أن يحترموه.. مش بكرة بعده يقولوا لك: "هؤلاء شباب طائشين!" وأنت تصدق وتزعل!

إنهم يحرمونا من حقنا في الحياة، قبل أن يكونوا يحرمونا من حقنا الدستوري كمواطنين يمنيين أصلا.. يا عيباه يا فندم.

 ***

 (وزارة الإعدام)

الاخ/ معالي دولة رئيس الوزراء المحترم

الإخوة/ أصحاب المعالي أعضاء مجلس الوزراء المحترمون

تحية طيبة ،،، اسمحوا لي بصفتي مواطنا يمنياً أن أطلب من دولتكم الموقرة إلزام وزارة الإعلام بمنحي ترخيص صحيفتي (حديث المدينة) التي تقدمت بطلب الحصول عليه قبل 8 أشهر، مستوفيا كافة الشروط، لكن الوزارة منذ ذلك الحين وحتى اللحظة وهي تماطلني، وتمتنع! وفي حالة صعب عليكم إلزام الوزارة بالعمل وفق قانون الصحافة والمطبوعات رقم 25 لسنة 90م الفقرة 33 منه، فإنني أطلب من دولتكم الموقرة - فقط - تغيير اسم وزارة الإعلام إلى "وزارة الإعدام!" لأنها أعدمت وبحافز من مزاج شخصي تسميه (توجيهات عليا) حقا دستورياً لمواطن يمني. كما وأنها بسبب عديد تعسفات كهذه غدت مسلخا حكوميا للقانون، القانون الذي يفترض أن تكون الوزارة والوزير والتوجيهات العليا) كمان، أكثر حرصا منا - نحن المواطنين- عليه.

وفقكم الله .

Fekry19@hotmail.com