بين الحوثيين والعفاشيين
بقلم/ علي بن ياسين البيضاني
نشر منذ: 10 سنوات و أسبوع و يومين
الأحد 16 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 03:13 ص


التحالف الحوثي العفاشي بُني على مصالح حقيقية بين الطرفين ما كان لأحد الطرفين أن يحقق أي نجاح على المستوى الميداني أو السياسي إلا بالتحالف مع الطرف الآخر ، ولأن التحالف بين الطرفين بُني على مصالح فبالتأكيد أنه عند تقاطع المصالح تبدأ الأحقاد والمؤامرات ، ولا شك أن هذين الطرفين مشتهرين أيما اشتهار بنكث العهود خلال مسيرتهم السياسية والعسكرية ...
السؤال المهم هل فعلاً يمكن التصديق ولو 1 % أن هذا التحالف بدأ ينفرط عقده بين الطرفين ، وبدأ كل طرف يمكر بالآخر ، وهل ما سمعناه مؤخرًا ( الفرصة الأخيرة ) التي يسعى لها صالح لتجميل وضعه مع دول الخليج وبالذات السعودية ليثبت لها أنه قادر على القضاء على الحوثيين ، وإبعادهم من المشهد فى اليمن حقيقيًا ؟ أم إنها لعبة رخيصة من ألاعيبه ؟! وهل فعلاً يمكن تصديق الإمارات بقرارها الأخير أنها اعتبرت الحوثيين مع القاعدة جماعات إرهابية ، وما هي الفائدة التي يمكن أن تستفيدها الإمارت من هكذا قرار ...
قناعتنا أن صانعي الكارثة الحالية فى اليمن أخطأوا في تمرير المخطط وهو ضرب الحوثيين بالإصلاحيين حتى يكون الفائز منهما لقمة سائغة يمكن القضاء عليه أو القضاء عليهما معًا بعد معركة مهلكة ، الأمر الجديد أن السعودية شعرت بالخطورة الكبيرة من السيطرة الحوثية على اليمن ، وتفوق المشروع الإيراني على حساب كيانها ودولتها ومقدراتها .. فضغطت بقوة لمعاقبة صالح ، وضغطت على الإمارات لفعل ذلك ، لكن الإمارات بشيطنتها ما زالت تلعب لعبتها فى اليمن ، فهي بقرارها ضم الحوثيين إلى الجماعات الإرهابية ترضي السعوديــة لا غير ، وربما رتبت مع علي عفاش والحوثيين لاصطناع أزمة بينهما ، تتضمن هذه الأزمة اختلاق مشاكل تبدو للناس والخليجيين أنها حقيقية ، تشمل كذلك اتهامات إعلامية ، اقتحام مقرات للمؤتمر وغير ذلك .. لأن المخطط الذي تسير عليه الإمارات هو المخطط الأمريكي الأبعد وهو التمكين للحوثيين الشيعة للسيطرة على مقاليد الأمور فى اليمن ، ولا يهمها ما يمكن أن تتأثر به السعودية من أي اختلالات مستقبلاً ، لأن المخطط أصلاً يتضمن الإضرار بالسعودية من الجنوب بواسطة الحوثيين الشيعة ، بالإضافة إلى أن تجميد الأموال الطائلة لعلي صالح والموجود أغلبها فى الإمارات قد يؤدي إلى حدوث أثر اقتصادي لا يعلم مداه سوى الإمارات نفسها ..
لكن نعطي أنفسنا بعض الإحتمالات الممكن تصورها .. هل تقاطع المصالح بين الطرفين بلغ إلى حد أن المتعة المؤقتة انتهت ، وبدأت فعلاً العداوة بين الطرفين ، وما هي أسبابها ؟ وهل سببها دخول الحوثيين بتحالف سري مع الرئيس / عبد ربه منصور والأمريكيين ؟ ما يعني ذلك عند علي صالح أنه الضحية لمثل هذا التحالف ، أي بمعنى أن الدولة التي يرغب بإعادتها وتسليمها لولده أحمد صارت مستحيلة في ظل هذا التحالف ، فإن كان ذلك كذلك فيمكن التأكيد على وجود خلاف حقيقي بين الطرفين ، فكما يبدو أن الصانع الأمريكي للأزمة يرغب أن يرتب الأمور خارج إطار صالح فى الوقت الحالي ، والإمارات ما زالت متمسكة إلى حد ما بأحمد كشخصية اعتبارية يمكن الإسناد إليها صناعة المشهد لاحقًا ، لكن بتوافق مع الأمريكان ، أما السعودية فللأسف فصانعي سياستها لم يكونوا بالمستوى الذي يليق بها كدولة عظيمة تملك السلطة الدينية والقدرة المالية الهائلة لتفعل الكثير ، وبالطرق الجيدة لحماية مصالحها الجغرافية والدينية في ظل التمدد الإيراني فى المنطقة ، ولذلك فهي متخبطة باتفاقات وأوهام المؤامرات التي لا تملك فيها لا ناقة ولا جمل ، وكل ذلك جاء على حساب مصالحها فى المنطقة ..
ولذلك تجدنا نتوقع أن يتم التركيز من قبل صانعي الأزمة اليمنية على التحشيد ضد صالح أمميًا وعربيًا وخليجيًا باعتباره ورقة انتهى مفعولها ، والتعامل مع الحوثيين كورقة أيضًا لتحقيق مصالحها في محاربة القاعدة والسنة فى اليمن ، وبحسب الإتفاق يمكن الإبقاء على هادي كرمز وهمي إلى أن يصبح منتهي الصلاحية ، وكذلك الحوثيون ورقة ستنتهي عند الإنتهاء من تنفيذ مصالحها ...
كذلك نتوقع إن كان الخلاف بين صالح والحوثيين بسبب مآل البلاد فيما بعد ومن يحكم ؟ أن يكون هناك صراعًا أو تفجيرًا للوضع بين الطرفين ، أما إن كان هناك زواجًا حقيقيًا بين الطرفين (لا نعلمه ) وفقًا لأسس تم التوافق عليها سابقًا وبرعاية إيرانية ، فمعنى ذلك أن الأمر سيؤول إلى انقلاب قادم على هادي ، وربما بمباركة خارجية باعتبار هادي لم يقدم للبلاد أي شيء تذكر سوى انفلات البلاد في أتون صراعات طائفية ومناطقية ...