السر الكبير وراء انسحاب الحوثيين من شبوة
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: 9 سنوات و 3 أشهر و 7 أيام
الإثنين 17 أغسطس-آب 2015 11:22 ص
لم يكن هناك من حل سياسي، أو صفقة أبرمتها جماعة الحوثي مع الطرف الحكومي، أو المقاومة، أو الحراك، أو القاعدة، مقابل الانسحاب من شبوة، ولكن هناك سبب كبير يجري على الأرض دفع جماعة الحوثي إلى الإسراع في الانسحاب بشكل مفاجئ قبل فوات الأوان .
لم يسبق وأن انسحبت مجاميع الحوثي المسلحة من محافظة ما دون أوامر عليا، كما لم يسبق وأن وجهت جماعة الحوثي أوامر عليا لمليشياتها بمحافظة ما بالانسحاب، رغم حجم المقاومة وشراسة المعارك، في ظل وجود خطوط أمداد لمقاتليها تأمرهم بالقتال حتى الرمق الأخير .
قاتلت مليشيا الحوثي في عدن حتى الرمق الأخير في ظل وجود خط امداد لها، وكذا هو الحال في لحج والضالع وأبين .
إلا أنها في شبوة انسحبت قبل أن تصلها طلائع المقاومة والجيش الشرعي وقوات التحالف، والتي لا تزال على حدود المحافظة بقرن " السوداء " من جهة الجنوب من جهة أبين وبخشم " رميد " من جهة الشمال من جهة حضرموت، لكن سرعان ما انسحبت ولاذت بالفرار .
لا لشيء .. فهي لا تنسحب لهول القوة القادمة أو الحجم العسكري للعدو المقابل، مهما كان حجمه وضخامته، فالقيادة الميدانية والجنود المقاتلين لا يمكن لهم الانصراف دون قتال رغم معرفتهم بخسارة المعركة، دون أن تصدر توجيهات من سيد الجماعة تسمح لهم بالانسحاب .
وسيد الجماعة وقادتها لا يبالون بموت وحياة جنودهم ومقاتليهم وأتباعهم، ولا يهتمون لمصيرهم إلا إذا كانت هناك من حاجة ماسة لهم ويتطلب الأمر إلى نقلهم إلى معركة أخرى .
هناك سر كبير وراء سحب الحوثيين لمليشياتهم العسكرية من شبوة، ويتمثل ذلك السر في إدراك قيادة جماعة الحوثي بالخطر المحدق بمقاتليهم، الذي يشير إلى هلاك كافة المقاتلين وخسارة عتادهم العسكري دون كسب أي انتصار على الأرض، أو دون البقاء على الأرض .
سقوط أبين بالكامل بيد المقاومة الشعبية وتقدمها بمكيراس ووصولها إلى عقبة " ثرة " وتفجر مقاومة بمنطقة " السوادية " وعودة المقاومة في رداع ومعظم مناطق البيضاء، وسيطرة المقاومة على مدينة البيضاء، كل هذه التطورات المتسارعة والمتتالية جعلت قيادات جماعة الحوثي توجه بسرعة انسحاب مليشياتها من محافظة شبوة مع جلب كافة العتاد العسكري الضخم من معسكرات عتق وشبوة بالكامل، وهو ما يتم منذ صباح اليوم السبت، وكاد أن يتم لولا غارات مقاتلات التحالف المكثفة على عقبة القندع، والتي دمرت العديد من الناقلات العسكرية والأطقم بمنطقة الجفعية وبمرخة وعقبة القندع وحالت دون عبور المئات من السيارات والشاحنات العسكرية والتي تتواجد حالياً بمنطقة النقوب وصفحة آل عريف ببيحان ومناطق شرق وجنوب حريب وعين ومنوى وبيحان العليا غرب شبوة وتحاول العبور إلى البضاء .
وبما أن محافظة مأرب تحت سيطرة المقاومة امتداداً إلى منطقة العبر والتي تقع تحت سيطرة الشرعية، وبما أن أبين أصبحت تحت سيطرة المقاومة أيضاً فإن عقبة " القندع " هي المنفذ الوحيد للحوثيين من شبوة إلى البيضاء، وبسقوطها في يد المقاومة تسقط شبوة بالكامل بيد المقاومة الشعبية بكامل عتادها العسكري، ويُفرض حصار مطبق على مليشيا الحوثي بشبوة، وتخسر جماعة الحوثي كافة مليشياتها بشبوة والعتاد العسكري الضخم .
وتحاول جماعة الحوثي حالياً سحب مليشياتها من شبوة مع سحب كافة العتاد العسكري الهائل المخزون بمعسكرات المحافظة للاستفادة منه في تعزيز مقاتلي الجماعة في محافظات أخرى كالبيضاء ومأرب وتعز واب .

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
  أحمد الجعيدي
حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
أحمد الجعيدي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
  أحمد الجعيدي
الحروب الباردة الجديدة بين التكنولوجيا والاقتصاد..
أحمد الجعيدي
كتابات
لا لحملة ثقافة الكراهية بين الشمال والجنوب
د. عبده سعيد مغلس
سام عبدالله الغباريفلسفة القنص عند الحوثيين
سام عبدالله الغباري
مبارك سعيد بن جلالهكذا انتصرت مأرب
مبارك سعيد بن جلال
عبد الرحمن أميرإياكم وأنصاف الحلول
عبد الرحمن أمير
مشاهدة المزيد