المقسوم
بقلم/ حسناء محمد
نشر منذ: 11 شهراً و 19 يوماً
السبت 08 إبريل-نيسان 2023 11:22 م
 

بسم الله الرحمن الرحيم لا تعجب حين تأنس لأرض تراها خضراء وحولها جداول الماء تجري، فتظن أنك قد وجدت بسطة ترتاح بها تجمع بها كل ما خامَر قلبك فتصغي له، وكل ما اختاط في خيالك من ثياب الجمال فتراقص أحلامها. فإذا بك في غَمرة ذلك وأمنياتك تنثرها حولك لتراها، إذا بك وقد ارتبت وانتابك الفزع وإذا به ليس كما هو بحسبانك، تصفر به الوحشة، ويملأ روحك بشعور غريب تنكره.

إن ذلك في اطار قد يبدو أسود ثخين لا يعجبك ولكنه "مقسوم"! تلك المفاجآت الغريبة التي تمر عليك، قد ينبت في عقلك يوما شجر لها وإنما أشدها وما هو كالصاعقة تنزل فوق رأسك، هو ما لم تُنبت شجره! ولا وجود له بذاتك فتستوعبه، وإنما هو كالغريب الذي يداهمك في قعر دارك بلا إذن، ويزيد فوق ذلك بأن يخشن لك القول!.

فعليك أن تنبه من كل التصورات التي لم تلمس بعد حقيقتها، فلا تنخرط بك بعد إلى ما لا تحب وترغب.

فأنت مهما قوي بك الحدس واتبعت هداك، ورميت بعصاك، وأكبرت في عقلك وجعلت له القيمة، قد يكون مجرد ممر له خوار! ولا تعقد في ذهنك أن قيمتك وشانك برادةٍ عنك ما تكره، وأكثره من البشر، إلا حين تكون مع من يعرفك حق المعرفة، وخابر نفسك وأكبر قدرها، وكان هو على ما أنت عليه.

إلا أن حبس النفس كذلك تخوفا مما قد يزعجها، ودحرها على الدوام لتبقى ساكنة، واحاطتها بهالة من الخوف والجزع لئلا يصيبها شيء، لن ولن يرد عنها " المقسوم"!

سيأتي به اللحظ إلى بابك سيطرق عليك ونجم يضيء عتبتك ليشهد أن ما كتب لا بد وأن تدركه، والفارق هو فيما قد ينال منك من قليله أو كثيره، وهل نفسك قوية أو قابلت لطي. هل تتجاوزه، أم يبقى نتأ تكرهه. تقبل الله صيامكم وقيامكم وأنزل أمنياتنا البعيدة على أكف رجاءنا له.