حرب نهم وغياب الدولة
بقلم/ يحيى محمد الحاتمي
نشر منذ: 14 سنة و 5 أشهر و 21 يوماً
الخميس 03 يونيو-حزيران 2010 08:29 م

منذ أكثر من أسبوع وحرب طاحنه تدور رحاها في مديرية نهم بين كلا من قبيلة مرهبه التي تنتمي إلى القبيلة الأم عيال منصور وقبيلة الحنشات الحرب التي خلفت قتيل وعدة جرحى من الطرفين وتدمير منازل جراء القصف .

هذه الحرب القبلية تعودنا عليها منذ عقود, ولكن ما لم نعهده هو عدم توقفها رغم مرور ما يقارب الأسبوعين منذ اندلاعها( وبغض النضر عمن البادئ أو صاحب الحق)

وبرغم الوساطات التي تقدمت لوقف الحرب والجهود القبلية التي بذلت في هذا الصدد سواء من قبل مشايخ نهم أو مشايخ مأرب والجوف الا ان الحرب مازالت تستعر والنار مازالت تنتفخ فيها والوساطات فشلت أمام تعنت القبيلتين فشلا ذريعا فموقف القبيلتان معروف مسبقا و لايمكن أن يرضخا لوقف الحرب الا عن طريق ضغوط قوية على الجانبين (لان القمر القبلي) حاضر بقوة لدى الطرفين والشيطان حاضر بقوة أيضا والسلاح متوفر بأيدي القبيلتين فلم يعد ينقصهما سوى الدبابة والطائرة فقد استخدمت القبيلتان شتى أنواع الأسلحة.

ولكن اللافت للنظر هو الغياب الكامل للدولة في هذه الحرب على على الرغم من وجود قوات الحرس الجمهوري على مقربة من القبيلتين ولم تحرك ساكن لايقاف نزيف الدم ولا أدري متى ستتحرك الدولة لفرض هيبة القانون وإعادة السكينة للمنطقة فهل تنتظر الدولة سقوط مزيد من الضحايا حتى تصحوا من سباتها وإذا كانت سياسة الدولة هو الانتظار حتى تتعب القبيلتان فإنها بهذا تكون واهمة ,وإذا كانت تنتظر كي تفتت عضد القبيلتان فإنها بهذا تكون مخطئة ولن تفتت سوى عضدها هي, فخط صنعاء مأرب هو الخط الحيوي الذي يغذي صنعاء بالنفط وإذا ما قطع فستشل الحركة داخل صنعاء وإذا كانت الحرب ألان محصورة بين قبيلتين من عيال منصور وا لحنشات فإن أخشى ما أخشاه أن يتسع نطاقها وتدخل فيها القبيلتان بكافة قبائلها إذا ما دعت قبيلة مرهبة داعي عيال منصور وكذلك القبيلة الأخرى إذا مادعت داعي الحنشات كافة وقتها ستقول الدولة ليت الذي جرى ما كان.

مع أنني أتمنى على العقلاء من القبيلتين عدم الوصول إلى هذه المرحلة والعمل على إيقاف الحرب واللجوء إلى التحكيم والقبول بالوساطات.

فإن الوضع الحالي الذي تعيشه اليمن هذه الأيام يستدعي من الدولة العمل بحزملإيقاف الحرب خاصة بعد الجريمة الشنعاء في مأرب والتي ادت إلىاستشهاد الشيخ جابر الشبواني أمين عام محافظة مأرب وما نتج عنها من توتر في المنطقة وليس من صالح الدولة ظهور اي توترات أخرى ليس في المنطقة وحسب , بل في اليمن بأكمله لان ذلك من شأنه زعزعت الأمن المهتري أصلا في اليمن.

لذالك فإني أدعوا الدولة لتصبح دولة وتقوم بدورها الطبيعي في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة وسرعة إيقاف الحرب وحل القضية بشكل نهائي قبل أن يقع الفأس في الرأس وحتى لا تتحول إلى نظام الغاب وكل واحد يأخذ حقه بيده كما أدعو الشرفاء من مشايخ المنطقة للتحرك لإيقاف هذه الحرب بشكل عاجل.

والله وراء القصد.