تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ
بقلم/ علي محمد الخميسي
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و يومين
الأحد 15 أغسطس-آب 2010 11:10 م

لازالت رفوف المكتبات في العالم الإسلامي تعج بكم كبير من كتب التاريخ الإسلامي التي الفت فيها القصص والروايات والأساطير العجيبة التي شوهت كثيرا من صورة الإسلام والمسلمين أمام شعوب العالم , خاصة تلك الكتب التي تناولت جانبا أسود أو مأساوي من هذا التاريخ الذي حرف فيه الشئ الكثير وأضيف الكثير زورا وبهتانا لأسباب سياسية أو طائفية أو مذهبية أو عقائدية أو عدائية ...الخ , ولننظر على سبيل المثال لا الحصر تلك الرويات والأحاديث المقيتة التي تطعن بصورة مباشرة أو غير مباشرة في أخلاق وسلوك وإيمان الكثير من الصحابة عليهم رضوان الله أجمعين وهو شئ يسير مما تناولته الكثير من هذه الكتب أو هذا الجزء من التراث السئ الذي لازال البعض يحتفظ بالشئ الكثير منه حتى اليوم في مدارس و مساجد وجامعات العديد من الدول العربية والإسلامية !.

هذه الكتب التي ورثناها منذ قرون فيها كما يعلم الكثير الغث و السمين معا وهي في الغالب لا تقوم أو ترتكز على أسس علمية في الكتابة أو النقل أو السرد , بل هي في النهاية من تأليف بشر قد يصيب أو يخطئ أو ينسى أو يقصد الإساءة أو التحريف أو التشويه ...الخ

فالكثير من هذه الكتب التاريخية ليست حقائق تحكى أو وحي منزل خالص وبالتالي الطعن في محتوى أكثرها شئ بديهي خاصة ونحن نعلم أن المسلمين بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ابتلوا بفتن عديدة وتفرقوا إلى مذاهب ونحل بفعل الهجمة الشرسة التي خاضها أعداء الإسلام من الداخل الإسلامي خاصة الاعداء من اليهود والمجوس والمنافقين , فبعد أن يأس هؤلاء من مواجهه المسلمين عسكريا اتجهوا إلى منحى آخر للمواجهة اعتقد انه أقوى واخطر وهو العمل المنظم و المدروس والخفي للتغلغل بين المسلمين وغرس الفتن بينهم ما ظهر منها وما بطن بل وتشكيكهم في عقيدتهم و دينهم وإسلامهم والطعن إن استطاعوا في مثلهم الأعلى محمدا عليه الصلاة والسلام بصورة أو بأخرى وبشكل مباشر أو غير مباشر وكذلك الطعن و لعن وتشويه سيرة الكثير من صحابته الكرام والتابعين الذين قدموا الغالي والنفيس من اجل الإسلام واخلصوا دينهم لله الواحد الديان وتربوا على موائد الرحمن وعاشوا في حضرة سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين فكان أسوتهم الحسنة التي ساروا على خطاها حتى توفاهم الله سبحانه وتعالى : 

{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ.....الآية }آل عمران110.....

* جميعنا كمسلمين نؤمن بان الله هو العدل الحكيم عالم غيب السموات والأرض وبالتالي فهو سبحانه قد علم بما سيحدث بعد وفاة نبيه الخاتم عليه الصلاة والسلام وهو بهذا العلم الغيبي القائل في كتابة الحكيم (( (({لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً}الفتح18

والقائل : {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة40

ولان الله سبحانه وتعالى عدل حكيم لا يجامل عبادة بل ويحاسب الجميع بقدر إيمانهم وعملهم فقد قال في كتابة الحكيم وقوله الحق : (({فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ }الأنبياء94....وقال : (( {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً }النساء40......وقال : (( {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }يونس61......وقال سبحانه وتعالى :(( {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ } , {وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ }الزلزلة.....صدق الله العظيم

ولان الله عز وجل كذلك وحاشا أن يكون غير ذلك سنقول وسنظل نقول تبا لأولئك الذين يلعنون ويطعنون في عرض وأخلاق وإيمان من رضي الله عنهم من فوق سبع سموات وتبا لتلك الكتب التي لازالت تحمل الكثير من الدس والتحريف واللعن والتشويه وتبا لتلك العقول الجامدة التي تردد كالببغاوات ما جاء عن فلان أو زعطان من الناس وفقا لما قرأ في هذه الكتب بدون تفكر وتدبر وإيمان حقيقي يجعل من القرآن وما جآء به القرآن وسنه المصطفى العدنان الثابتة والصحيحة فوق كل قول وفوق كل كتاب وفوق كل مذهب .

خلاصة القول :

{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

صدق الله العظيم