ثوار ذمار : 11 فبراير الانطلاقة الحقيقية نحو تغيير واقع 3 عقود مريرة

الأربعاء 13 فبراير-شباط 2013 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - خاص - محمد الواشعي
عدد القراءات 3093

تكاد محافظة ذمار تكون الوحيدة من بين المحافظات اليمنية التي لم تلمس أي ثمرة من ثمار الثورة الشبابية خلال عامين من عمرة الثورة ، رغم التضحيات و الزخم الثوري المتصاعد الذي عاشته المحافظة منذ الأيام الأولى للثورة ، و تعد جامعة ذمار ابرز مؤسسة حكومية على مستوى المحافظة لم تهدأ فيها الاحتجاجات الطلابية ، و خلال العامين الماضيين لا يمر نصف شهر إلا ويشتعل الحرم الجامعي بالمسيرات و الهتافات المطالبة بتطهيرها من الفاسدين و أعادة مكانتها كصرح علمي شامخ ، لكن كانت الوعود المستمرة هي  النتيجة الملموسة واقعا ، مع ذلك يأبى شباب الثورة السلمية بمحافظة ذمار إلا أن تستمر الثورة و يحتفوا بذكرى ثورة الـ 11 من فبراير ، التي كانت الانطلاقة الحقيقية و الأمل المنشود نحو التغيير الهيكلي  للبنى الاجتماعية و تغيير الواقع المرير الذي طغى على الوطن طيلة الثلاثة العقود الماضية .

 وقد شهدت محافظة ذمار لليوم الثاني على التوالي فعاليات ثورية و مسيرات حاشدة احتفاء بذكرى الثورة الشبابية ، مؤكدين استمرار الثورة ، و مطالبين بسرعة أحداث تغيير شامل في محافظة ذمار و تطهير مؤسساتها الحكومية من الفاسدين.

"مأرب برس" التقت عدد من الشباب الذين شاركوا في صناعة ثورة 11 فبراير ، و عملوا على استمرار أيقاد شعلتها في محافظة ذمار ، و استطلعت آراؤهم عن هذه المناسبة العظيمة "الذكرى الثانية لثورة 11 فبراير الشبابية السلمية" ، و ما حققته بعد عامين من انطلاقتها ..

التغيير قادم لا محالة


يرى أ. بسام وديع الشميري _ معيد بكلية العلوم التطبيقية جامعة ذمار _ رئيس ائتلاف قوى الثورة السلمية (نصر ) بساحة التغيير في محافظة ذمار أن ثورة 11 فبراير المجيدة أعادت الأمل للمواطن اليمني أن يعيش حياة مستقرة يسودها العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية دون تمييز أو إقصاء أو محاباة ، وجددت الروح الوطنية المتأصلة في المجتمع اليمني و أعادت اللحمة بين أبناء الوطن الواحد التي عمل النظام السابق على تفتيتها من خلال زرع الأحقاد و المناكفات المناطقية والقبلية .

و أشار الشميري إلى أن الأمل كبير أن تحقق ثورة 11 فبراير التغيير المنشود ، و أن كانت مرت بخطوات بطيئة و الأمر معقود بجميع شباب الثورة ، و يؤكد إن التغيير يبدءا من المؤسسات التعليمية من خلال إصلاح هذه المنظومة و الاعتناء بها بدرجة رئيسية .

و قال الشميري أن ما تحقق خلال عامين من عمر الثورة يعتبر مقبولا نوعا ما ، بما كان واقعا في السنوات الماضية التي سبقتها ، مشيرا غالى أن التغيير قادم لا محالة بانتهاء المرحلة الانتقالية و الخروج بدستور جديد للبلاد و الذي سيفرزه مؤتمر الحوار الوطني الشامل في 18 مارس 2013م . و حول تجاهل الحكومة لمطالب التغيير و مطالبات إصلاح الوضع التعليمي في جامعة ذمار أشار الشميري إلى أن بقاء المؤسسات التعليمية دونما تغيير يذكر خلال عامين من الثورة ، كان نتيجة حتمية لمقتضيات الاتفاق السياسي بين أحزاب المعارضة و الحزب الحاكم سابقا ، و التقاسم السياسي الذي حددته المبادرة الخليجية في بنودها .

الثورة لم تحقق تطلعاتنا

من جانبه يقول عدي التميمي _ رئيس اللجنة الطلابية بكلية الهندسة جامعة ذمار أن ثورة 11 فبراير عمقت روح الحرية و إرادة التغيير ، لكنة ليس راضيا عن ما تحقق من أهداف الثورة خلال العامين الماضيين ، مشيرا إلى أن المبادرة الخليجية احتكرت روح الثورة ، والثورة التي قامت ضد رموز الفساد لم تحقق شيء ، فقد جاءت المبادرة الخليجية لتنقل الفاسدين من مقدمة الصفوف إلى الصفوف الخلفية من خلال تقاسم المناصب فيما بينهم ، و ما يحدث اليوم من تجاهل لمطالب الثوار من قبل الحكومة ليس إلا لعبة يديرها النظام السابق و هم يريدوا أن نقول " الله يرحم أيام صالح ".. كنا في وضع اقتصادي ومعيشي أفضل مما نحن علية اليوم ، داعيا حكومة الوفاق إلى الوفاء لدماء شهداء وجرحى الثورة و معالجتهم ، تكريما لتضحياتهم التي بذلوها من أجل اليمن الجديد الذي بفضل هذه التضحيات وصلوا إلى مناصبهم ، مستنكرا ما أسماه تجاهل الحكومة لجرحى الثورة المضربين عن الطعام المعتصمين أمام رئاسة الوزراء منذ أسابيع .

وعن الوضع التعليمي في جامعة ذمار طالب التميمي حكومة الوفاق إلى التحرك السريع لإنقاذ الوضع التعليمي في الجامعة الذي أصبح قاب قوسين من الانهيار بسبب الفساد المستشري في كل مرافقها .

مستعدون لصناعة 11 فبراير آخر

 إلى ذلك يرى جمال العيسائي _ طالب بكلية الهندسة جامعة ذمار _ أنما تحقق خلال عامين من عمر الثورة جزء ضئيل من الأهداف و التطلعات التي ثار من أجلها الشباب ، و ما حققته الثورة حتى اليوم هو إسقاط رأس النظام الفاسد فقط ، مع أن الشعب لم يثر ضد شخص بحد ذاته و أنما ضد نظام فاسد بأكمله ، و يرى أن الجزء الأكبر من ذلك النظام ما زال مسيطرا على زمام الأمور في البلد ، بل أن الفساد تضاعف بسبب تقاسم المناصب ، مطالبا حكومة الوفاق إلى العمل على تحقيق أهداف الثورة و تطهير المرافق الحكومية من الفاسدين ، و اعتماد مبدأ المؤهل و الكفاءة بدلا من التقاسم .

و أشار العيسائي أن وزراء حكومة الوفاق كانوا ثوار إلى جانبنا وساندونا في ساحات الثورة و التغيير ، لكن الآن يبدوا أن المناصب أنستهم حقيقة ما ثرنا من أجلة ، مطالبا الحكومة برعاية أسر الشهداء ومعالجة الجرحى و العناية بهم ، و اعتبار يوم 11 فبراير عيدا وطنيا تكريما لدمائهم الزكية ، مؤكدا أن شباب الثورة الذين صنعوا ثورة 11 فبراير ، مستعدين و قادرين على صناعة 11 فبراير آخر .

و عن ما حققته الثورة في جامعة ذمار أشار العيسائي إلى أن معظم طلاب جامعة ذمار سوف يصبحوا خريجي تظاهرات ، فمنذ دخولهم  الجامعة و هم ينفذون تظاهرات واحتجاجات متواصلة مطالبة بإصلاح الوضع التعليمي و توفير المعامل و القاعات الدراسية و الدكاترة ، وإقالة الفاسدين و على رأسهم رئيس الجامعة ، لكن يتم تجاهل كل المطالب ، مشيرا إلى ما قام بة الطلاب في جامعة ذمار من فعاليات احتجاجية بدأت منذ عامين سواء في الحرم الجامعي و الاعتصامات المستمرة أمام رئاسة الوزراء و مجلس النواب المطالبة بإقالة رئيس الجامعة ، و التي على أثرها قام الوزير السابق د. يحيي الشعيبي بزيارة الجامعة ، و الوعود المتتالية من الحكومة بالاستجابة لمطالبنا ، لكن دون جدوى ، و لم يتحقق أي شيء في جامعة ذمار و تبخرت كل الوعود و التعهدات ، و حمل حكومة الوفاق مسئولية تدهور أوضاع الجامعة ، مؤكدا استمرار الشباب في اتخاذ خطوات تصعيديه حتى تحقيق كافة المطالب .

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن