عدن : جنوبيون في ساحة العروض يطالبون بحوار ندي

الإثنين 18 مارس - آذار 2013 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 3165

احتشد الآلاف من المتظاهرين الجنوبيين في ساحة العروض أمس الاثنين في فعالية «القرار قرارنا» التي دعت لها مكونات الحراك الجنوبي لإيصال رسالة الحراك الرافضة للمشاركة في مؤتمر الحوار بصنعاء والمطالبة بحوار بين دولتين على أساس تفاوضي.

ورفع المتظاهرون الأعلام الجنوبية وصور نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض وصور شهداء الحراك الجنوبي، كما رفعوا لافتات بعدة لغات تطالب المجتمع الدولي بمساعدة الجنوبيين على استعادة دولتهم السابقة.

ومنذ الصباح الباكر تقاطر مئات الآلاف من مختلف المحافظات الجنوبية الى ساحة العروض بخور مكسر في حين كان عدد كبير من وفود المحافظات قد وصلت مساء أول من أمس إلى ساحة المعلا قبل الانتقال إلى العروض.

وانسحبت كافة العربات العسكرية من محيط ساحة العروض وتمركزت حول القنصليات المحيطة بالساحة.

وقال القيادي في الحراك الجنوبي حسين العاقل في اتصال مع «مأرب برس» إن «من مصلحة اليمن واليمنيين أن تكون لهم دولتان كما كان عليه الحال قبل 1990» لأجل أن «نقيم علاقة أخوية صادقة دون جراح ودماء», وأكد أن الجنوبيين لا يريدون إلا استعادة دولتهم من المهرة إلى باب المندب.

ودعا صنعاء والمجتمع الدولي «أن يسمعوا صوت الحق, ويساعدوا الجنوبيين في استعداد دولتهم؛ لأجل أن نساعدهم في استقرار الدولة في شمال اليمن».

وصدر عن المليونية بيان أكد أن «شعب الجنوب قد حسم خياره مضرجًا بالدماء الزكية وهو اليوم يجدد تمسكه المطلق بهدف ثورته السلمية التحررية، أي هدف التحرير والاستقلال واستعادة دولته وسيادتها على كامل ترابها الوطني».

وأضاف: «إن شعب الجنوب الأبي يتمسك بموقفه السياسي الواعي الرافض المشاركة فيما يسمى بـ(مؤتمر الحوار الوطني) كونه فخًا سياسيًا يستهدف إسقاط قضيته الوطنية، وأنه سيواصل ثورته السلمية التحررية حتى يفرض تفاوضًا نديًا بين دولتين تحت رعاية إقليمية ودولية، تفاوض على إزالة الاحتلال والإقرار بحق شعبنا في التحرير والاستقلال والسيادة على ترابه الوطني».

واعتبر البيان «ان شعب الجنوب بقوى ومكونات ثورته السلمية التحررية ينبه إلى أن أي جنوبي يذهب إلى حوار الاحتلال، فإنه إنما يمثل نفسه، وأنه لا ينتمي للإرادة الشعبية الجنوبية ولا إلى ثورته السلمية التحررية».

وافتتح مؤتمر الحوار الوطني اليوم في العاصمة صنعاء من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي وما لا يقل عن 500 فرد من أعضاء المؤتمر, إضافة إلى المبعوث الدولي جمال بن عمر والأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني.

وأكد الرئيس هادي أن القضية الجنوبية هي المفتاح الأساسي لحل سائر القضايا, ونوه إلى أن «أي تفكير لفرض أي تصور للقضية الجنوبية بالقوة لن يقود إلا إلى فشل ذريع وأخطاء كارثية».

وقال بن عمر إن العملية السياسية ترسم إطارًا لمعالجة القضايا المستعصية في اليمن، وفي مقدمتها القضية الجنوبية، حيث توجد مظالم مشروعة ينبغي معالجتها، وأبدى أمنيته أن يتواصل مؤتمر الحوار الوطني مع جميع الفعاليات في الجنوب للانضمام إلى عملية الحوار، سيما وأن قيادات جنوبية عدة أكدت أنها تنبذ العنف وتلتزم مبدأ الحوار كسبيل وحيد لحل القضية الجنوبية.

حسين العاقل أكاديمي في جامعة عدن, وفي تعليقه على كلمتي الرئيس وبن عمر في مفتتح مؤتمر الحوار, قال «إذا كانوا صادقين فعليهم أن يعودوا إلى الجنوب وأن يسمعوا صوت الجنوبيين, أما أن يقولوا دون تنفيذ ولا حتى مؤشر فلا فائدة من ذلك ولا مصداقية؛ فالجنوب يتألم».

ووجّه المتظاهرون في ساحة العروض رسالة إلى المبعوث الأممي جمال بن عمر والدول الراعية للمبادرة الخليجية, وقالوا في بيانهم: «إن أي مساعٍ من قبلكم تلغي إرادة شعب الجنوب في خياراته المعلنة، لن تكون غير إهدار للجهد والوقت معًا؛ لأن الشعب - لا الأفراد - هو صاحب القرار».

واستغرب البيان صمت مجلس الأمن الدولي إزاء ما أسماها جرائم الاحتلال ضد الإنسانية بحق الثائرين سلميًا «إذا يمثل ذلك بنظر شعب الجنوب تسترًا على تلك الجرائم وممارسة المعايير المزدوجة في النظر إلى ما يتعرض له على غرار التعاطي مع جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الشقيق».

وأضاف: «إن تجاهلكم لحقيقة أن القضية الوطنية الجنوبية.. يجعلكم غير موفقين في وصف العلاج لقضية شعبنا، إذ لا حل لها خارج هذه الحقيقة».