وكيل أمانة العاصمة يزور مركز العاصمة الإعلامي" ويكرّم طاقم المركز وفاة قائد اللواء الرابع إحتياط بمريس في الضالع إثر حادث مروري. حوثيون قتلة .. رصاص قناصة مليشيا الحوثي تنتزع أرواح البرئيات من النساء .. العنف قنصا وزارة الداخلية تعلن إطلاق نسخنها الجديدة لبوابتها الإلكترونية قبائل محافظة إب تنصب خيامها في ميدان السبعين للإعتصام والمطالبة بتسليم قتلة الشيخ صادق أبو شعر الشيخ حسين القاضي لمارب برس: مواقف مأرب الوطنية والتاريخية ستسمر في التقدم بخطوات ثابتة ومؤتمر مأرب الجامع يجمع تحت مظلته غالبية القوى السياسية والاجتماعية تفاصيل جديدة حول المباحثات السعودية الإيرانية في الرياض أول دولة أوروبية توقف مساعداتها التنموية لليمن بسبب الحوثيين إيران ما زالت تهدد إسرائيل برد غير متوقع.. والجديد تصريحات لـ ''باقري'' في جلسة تتعلق بأمن البحر الأحمر.. الحكومة اليمنية تطالب بدعم وآلية لحماية الملاحة الدولية
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين وبعد:
فقرية دماج هي مسقط رأس شيخنا مقبل بن هادي الوادعي تقع في محافظة صعدة شمال العاصمة صنعاء هذه المحافظة التي غالبية سكانها زيدية أسس فيها الشيخ دار الحديث التي توافد إليها طلاب العلم من الداخل والخارج ونفع الله بدعوته نفعاً عظيماً، ولقد كان شيخنا رحمه الله حريصا كل الحرص على ألا يستعدي الزيدية على دعوته بالرغم من عداوتهم له ولدعوته، وكان الشيخ إذا حاضر في أي مسجد من مساجدهم التي يتواجد فيها بعض مناصريه حيث يستدعونه ويوفرون له الحماية يتكلم عن فضائل أهل البيت؛ حيث كان الزيدية يتهمون الشيخ ودعوته بأنه يناصب آل البيت العداء، وكان الشيخ يوصي طلابه بألا يستعدوا أحدا على الدعوة، فعاش أصحاب صعدة مع طلاب الشيخ بوئام وسلام إلى حد كبير، واستمر هذا الوضع بعد وفاة الشيخ رحمه الله، وكان عبد الملك الحوثي وغيره من المنتسبين للزيدية قد تواصلوا مع إيران وأخذتهم في منح دراسية واصل بعضهم التعليم فيها حتى منح لقب آية الله، وأمدتهم بالمال والأفكار الإثني عشرية وفتحوا في صنعاء وغيرها مراكز ثقافية وعلمية صدر عنها الكثير من الإصدارات التي تنضح بالفكر الجعفري، ومعلوم أن كثيراً من رموز الدولة كانوا من الزيدية وتم التنسيق معهم وخاصة من قادة الجيش وغذوا بالفكر المنحرف، وبعد مطالبات عدة للدولة برز للساحة ما يسمى بـتنظيم (الشباب المؤمن) المدعوم من علي صالح مباشرة ليكونوا خنجرا في خصر دعوة أهل السنة، وهذه هي طريقة علي صالح في إدارة البلاد أنه يصنع المتناقضات ويثير النعرات والخلاف والصراعات بين القبائل والأحزاب والجماعات الإسلامية ليتسنى له إضعاف هذه الفصائل، ويبقى هو الأقوى والحاكم فالحوثيين من صناعة علي صالح بدون منازعة وما شعر عبد الملك الحوثي أنه صار رقماً، واستطاع تجميع قواه من خلال تأطير الشباب وإمدادهم بالفكر الجعفري عبر ملازم عبد الملك الحوثي وبث الشعارات الثورية (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل..) وتركوا كتب المذهب الزيدي وتم تسليحهم والتجهيز للحرب، حتى بدأ يطرح مطالبه على الدولة ومنها إخراج الوهابية على حد زعمهم من صعدة وهم يقصدون بذلك كل سني مدني أو عسكري، وأن يمنحوا ترخيصا لجامعة، ويسمح لهم بنشر مذهبهم في صعدة بحرية، وأن تكون قيادة صعدة بما في ذلك الجيش بأيديهم، ولما لم تستجب الدولة لمطالبهم دخلوا في حرب مع الدولة بحجة ان الحاكم غير شرعي كونه ليس من البطنين، ومن ثم خاضوا مع الدولة ستة حروب لم تستطع الدولة فيما ظهر للناس أن تكسر شوكتهم والحقيقة أن الدولة لم تكن ترد أن ينتصر الجيش بقيادة علي محسن الأحمر؛ بل كانت الدولة تضرب الجيش من الخلف وتدعم الحوثيين بالسلاح وحاولت اغتيال علي محسن أكثر من مرة لكنها لم تتمكن.
وكانت الدولة تريد بذلك أمرين أولهما: تدمير الجيش القديم الذي استبدلته السلطة بجيش حديث أحدث تسليحا كله بيد العائلة الحاكمة و ثانيهما: بقاء ورقة الحوثيين بيدها تلعب بها متى شاءت وتجني من خلالها الأموال من دول المنطقة وخاصة السعودية وكانت هذه الحروب الست يبدؤها الرئيس بالهاتف وينهيها بالهاتف.
بعد أن انتهت الحرب الأخيرة خرج المستشار السياسي لعلي صالح عبد الكريم الإرياني ليقول لوسائل الإعلام إن سبب هذه الحروب الست هم السلفيون في صعدة، ومنذ ذلك الحين والحوثيون يكادون يكونون مسيطرين على صعدة ويلقى منهم السلفيون أشد المضايقات بل وتوسعوا إلى كل من محافظة حجة والجوف ومأرب
ثم دخلت اليمن في الثورة الشعبية السلمية في فبراير 2011م وانشغل الجميع بالثورة ومنهم الحوثيون غير أن سلفيي صعدة وقفوا مع نظام علي صالح وأعطوه الشرعية، ووصموا الثوار بأنهم خوارج وشاركوا في البيان الذي صدر عما يسمى بجمعية علماء اليمن الذي عزز ما يعتقده سلفيوا صعدة من القول بأن الثوار خوارج، ووصفوا الجنود الذين يقتلون الأبرياء بأنهم مجاهدين في سبيل الله مما أحدث سخطاً شعبياً واسعاً على من قام بهذه الفتوى والتي نسبت لعلماء اليمن وعلماء اليمن منها براء، فلم يحضر ممن ينتسب إلى العلم سوى خمسة بالمائة من عدد الحضور تقريبا بدليل أن البيان لم يمهر بتوقيعاتهم.
وكان أول سبب للمواجهة بين الحوثيين والسلفيين تلك الرسالة المنسوبة إلى الشيخ يحي الحجوري القائم على مركز دماج والتي كان ضمن سطورها تعريضا بالحوثيين لدى الدولة وفيها دعوة إلى قتال الحوثيين إلا أن الشيخ الحجوري نفى أنها من كتابته وقال إنها مزورة.
وفي رمضان المنصرم قام الحوثيون بقتل أربعة أشخاص من طلاب دماج ثم قاموا قبل أربعين يوماً من تاريخ هذا المقال بضرب حصار خانق على منطقة دماج بأكملها بما فيها أهل دماج الأصليين، وعلى مرأى ومسمع الدولة وقام قبل أيام بعض طلبة العلم بمحاولة للدخول على علي صالح عله يفعل لهم شيئا خاصة وهو يعلم أنهم وقفوا معه ضد الثورة الشعبية السلمية ودافعوا عنه، غير أنه اعتذر بأنه مريض لا يستطيع استقبالهم وأحالهم على ابنه أحمد لكن ابنه أحمد قال لهم: لا أستطيع أن أفعل لكم شيئاً وقال بعض المسؤولين: عليكم أن تتبعوا الحوثي في منهجه.
هذا وقد تناقض الحوثيون في مسألة حصار دماج، فبينما ينفي رئيس المجلس السياسي للحوثي صالح هبرة حين تحدث لوسائل الإعلام وجود أي حصار على دماج، أوضحت وثيقة الصلح المبرمة بين الحوثيين وطلاب دماج وجود الحصار حيث تضمنت هذه الوثيقة في بنودها التزام الحوثيين بفك الحصار عن دماج، غير أن هذه الوثيقة نقضت وكذلك صرح فارس مناع محافظ محافظة صعدة بوجود الحصار.
لقد حاصر الحوثيون قرية دماج من جميع الجهات ومنعوا دخول المعونات الإنسانية ومطلبهم الوحيد هو رحيل السلفيين من دماج، لقد نفدت جميع المؤن والدواء من هذه القرية واندلعت المواجهات بين الطرفين وكان حصيلة ذلك أكثر من خمسة وعشرين قتيلا وعشرات الجرحى.
وطيلة هذه المدة لم يتكلم أحد بمعاناة أهل دماج وواجهت وسائل الإعلام الرسمية هذا الحصار الظالم بسكوت مريب، فلم تقم حتى بالشجب والتنديد وهو أقل ما يمكن فعله، وبإمكان الدولة أن تفعل الكثير وأقله أن تحرك طائرة من الطائرات التي تقصف بها أرحب ونهم وأبين وتحملها ببعض المعونات من الدقيق والدواء وغير ذلك، وتتحلق فوق قرية دماج ومن ثم تعمل على إنزال تلك المعونات، لكن هذا ينبئ أن الدولة متمالئة ومتواطئة في هذا الحصار الظالم، ولكن قيض الله مجموعة من الصحفيين والناشطين السياسيين والحقوقيين في تشكيل لجنة لتقصي حقيقة ما يدور في صعدة، فلما وصلت هذه المجموعة منعت من دخول دماج واحتجزتهم جماعة الحوثي، فبعد أن كانوا قد جاءوا متضامنين تحولوا إلى أسارى يحتاجون لمن يتضامن معهم، وبعد مفاوضات وأخذ ورد دخلت هذه المجموعة إلى دماج واطلعت على حقيقة المعاناة التي يعانيها طلبة العلم هناك، فلقد نفد كل شيء عندهم حتى إن الجرحى لم يسمح لهم بالخروج إلى المستشفيات ولم يجدوا ما يضمدوا به جراحهم وتوفيت نساء تعسرت ولادتهن ولم يسمح بإسعافهن إلى المستشفى.
ولقد قامت هذه المجموعة بالتوثيق لحجم المعاناة، غير أنه وخلال عودتهم نصبت لهم نقطة تفتيش فقامت بأخذ جميع ذواكر الكامرات، لكن هذه المجموعة كانت أذكى من الحوثيين الذين أرادوا إخفاء الحقيقة، فقاموا بنسخ ما كانوا صوروه إلى ذواكر أخرى وأخفوها بطريقتهم الخاصة وعادت هذه المجموعة وعقدت مؤتمراً صحفياً في نقابة الصحفيين أبرزت من خلاله حجم المعاناة التي يعانيها أهل دماج، وبدأت هذه اللجنة بالتحرك الإعلامي في الصحف وعبر بعض القنوات الفضائية حتى جن جنون الحوثيين وبدءوا يتهجمون على هذه اللجنة ويتهمونها بالكذب وتزوير الحقائق.
وفي يوم الأربعاء 1/ 12/ 2011م عقد في العاصمة صنعاء مؤتمر تداعى إليه جميع أطياف التيار السلفي لنصرة المظلومين في صعدة وغيرها من المناطق حضرته وسائل الإعلام المختلفة، وكان مؤتمراً ناجحاً تمخض عنه رابطة الاعتصام والنصرة وتشكلت لجان متعددة بدأت بتنفيذ مهامها وستعمل جاهدة بشتى الوسائل لفك الحصار عن أهل دماج وإيصال المعونات إليهم بإذن الله تعالى.
إن ما يقوم به الحوثيون في صعدة حرب طائفية بدعم من نظام صالح المتهالك لإشعال فتيل الحرب في أكثر من منطقة، لكن ومن فضل الله تعالى أن وراء كل محنة منحة ربانية فإن القبائل الزيدية في صعدة ليست مع الحوثيين؛ بل إنها متعاطفة مع طلبة العلم في دماج وناقمة على الحوثيين، كيف لا وهي تعلم أن دعوة السلفيين منذ وصول الشيخ مقبل الوادعي إلى صعدة لم تتسبب في إراقة دم أحد، ومنذ بروز وظهور الحوثية صارت مصدر شقاء على أهل اليمن عامة وأهل صعدة خاصة، فما من عائلة في صعدة إلا ودخلها الحزن من وراء هذه الطائفة الضالة إما بموت ولد أو زوج أو أم أو تدمير مسكن وهذه القبائل مستعدة لمواجهة الحوثيين ونصرة أهالي دماج لولا قلة ما بأيديهم، إن هذا الحصار شوه صورة الحوثيين عند كثير من الذين كانوا يتعاطفون معهم ويحترمونهم، والسبب في ذلك أنهم أظهروا ما عندهم من الطائفية والكراهية ومعلوم عنهم أنهم يكفرون من لم يكن معهم، ويستحلون دماءهم وأظهروا للناس أنهم لا إنسانية عندهم ولا رحمة خاصة، وهم يدعون أنهم يسعون لتطبيق الإسلام فهل الإسلام يدعوا لمثل هذا العمل الذي يقومون به، ألم يعلم هؤلاء أن الإسلام يدعو لنصرة المظلوم ولو كان كافرا؟! بل إن الإسلام يدعو لرفع الضرر عن الحيوان فقال عليه الصلاة والسلام: «دخلت امرأة النار في هرة حبستها لاهي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض» وذكر عليه الصلاة والسلام: «أن امرأة بغيا من بني إسرائيل أصابها العطش فوجدت بئرا فنزلت فشربت ثم صعدت فوجدت كلبا على شفير البئر يلهث يأكل الثرى من شدة العطش فقالت لقد وجد هذا الكلب مثل الذي وجدت من شدة العطش فأخذت خفها فنزلت البئر فملأت الخف وأمسكته بفمها ثم صعدت فسقت الكلب فشكر الله لها فغفر الله لها» بل إنه يقول عليه الصلاة والسلام: «ما آمن من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع» إن الله تعالى يقول في محكم كتابه: «لا إكراه في الدين» فكيف يقوم الحوثيون بإكراه الناس لاعتناق مذهبهم لقد عاش اليهود والنصارى جنباً إلى جنب مع المسلمين بسلام، هذا هو الإسلام الذي جاء به نبينا عليه الصلاة والسلام لكن الحوثية في الحقيقة لا تريد إقامة الإسلام؛ بل إنها تنفذ أجندة إيران الرافضية في اليمن لإقامة الإمبراطورية الفارسية، ولعل هذه الغطرسة منهم وهم لم يصلوا إلى حد تشكيل دولة بل هم فيما يقومون به مفتئتون، فهم لا يزالون مواطنين في إطار دولة اسمها اليمن ولعل هذه الغطرسة وهذا الظلم الذي يقومون به تجاه أهل السنة في صعدة وعمران وحجة والجوف ومأرب يكون مسماراً في نعش الحوثية، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.