قرارات حاسمة من أردوغان بشأن بعض الفصائل السورية .. لا مكان للمنظمات الإرهابية في سوريا وضرورة استقرار البلاد عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين
"المهم ليس التوقيع بل المهم هو حسن النوايا"؛ هذا بعض ما قاله صالح عقب توقيع المبادرة، حسن النوايا ! وما أدراك ما حسن النوايا ؟ وإذا كان علي صالح قد حدد سوءها مسبقا؛ وذلك عندما اتهم المعارضة بأنها وراء حادثة القصر، ثم اتهمها - والعرب جميعا - من أنهم أحط أخلاقيا من إسرائيل؛ (كم هي شريرة إسرائيل حيث أصبحت مضرب الأمثلة السيئة) وإذا كان أهم ما يميز هذه الأخيرة في الزمن الغابر والعصر الحاضر؛ هو نقض العهود والمواثيق وكل الاتفاقيات فكيف بالمعارضة التي هي في تصور علي صالح أسوأ أخلاقيا من إسرائيل (!) أليس في هذا التصريح تقرير مسبق من لدن علي صالح بأن المعارضة لم تبد ولن تبدي في المستقبل إلا سوء النوايا وظلاميتها، وساعة ذلك سوف تحدث حربا في أثناء محاولة تنفيذ كل آلية من آليات المبادرة فكيف ببقية الآليات، وسوف تأخذ كل آلية عشرة أشهر أي عمر المبادرة كلها، بمعنى أن آليات المبادرة سوف تتحول إلى آلات حرب تبدأ فعلها الحقيقي في سفك دماء اليمنيين تحت ظل [سوء نوايا المعارضة] الذي قد حدده علي صالح مسبقا عندما وصفها بأنها دون الإسرائيليين أخلاقيا، وأن هؤلاء الأخيرين لا يقتلون الناس في المساجد والمعارضة فعلت ذلك عندما حاولت تصفيته داخل المسجد هكذا اتهمها من دون دليل.
لقد كانت المبادرة الخليجية فيما مضى من الوقت أي قبل التوقيع عليها في غاية الوداعة، وقد استفاد اليمنيون أشياء كثيرة بسبب مطلها أجل الثورة؛ لكن سترون عندما يبدأ التنفيذ الفعلي لآلياتها أي عندما تكشر هذه المبادرة عن أنيابها وكيف ستكون هذه الأنياب ضارية في تمزيق الجسد اليمني الذي نجحت الثورة –وبامتياز- في لملمة جروحه ولم شتاته، ولعل أول فتنة ستكون بين الشباب الثوار وبين المعارضة التي أوقعها صالح أخيرا عندما وقع بيده وهدد بلسانه سترون كيف سيستغل علي صالح آليات/أنياب المبادرة في تمزيق الجسد اليمني الواحد من جديد والذي كانت الثورة قد وحدته، وكيف ستمكنه أكثر من قتل اليمنيين وسفك دمائهم، لكن هذه المرة تحت توقيع النائب عبد ربه، فعلي صالح إنما هو رئيس فخري ولم يعد بيده القرار السياسي، فهو سوف يراقب ما يحدث من بعيد وقد يغرقنا بالخطابات والتصريحات في الوقت نفسه الذي يغرقنا نائبه بالدم عندما تتحول آليات المبادرة إلى آلات قمع وقتل لليمنيين.
إن خطاب علي صالح عقب التوقيع على المبادرة كان بمثابة إعلان حرب، وإلا إذا كانت هناك صفحة بيضاء وتسامح ووفاء وتناسي الأحقاد - حسب خطاب خادم الحرمين - فلماذا أصر علي صالح أن ينكت نكته سوداء في تلك الصفحة البيضاء التي تحدث عنها خادم الحرمين عندما وجدنا خطاب صالح لم يختلف عن خطاباته السابقة؛ خاصة وأن سياق الخطاب الأخير كان يستدعي منه أن يكون حصيفا أكثر وألا يكشف عن أوراقه ونيته السوداء ليجعلها في رأس أو بداية الصفحة البيضاء، لكن علي صالح لا يحفظ إلا هذا الخطاب منذ بداية الثورة وحتى بداية فعل المبادرة؛ لهذا هو يكرره في كل المناسبات ولا تهمه قاعدة [لكل مقام مقال]؛ بقد ما تهمه قاعدة [أنا والحلفاء ومصالحهم أو الطوفان].
فهل يعقل أن يكون خطاب صالح الذي في سياق المصالحة أن يكون ممتلئ بالحقد والكراهية والاتهام والانتقام، دائما علي صالح وفي كل خطاباته يحرج الأشقاء في السعودية والخليج؛ حيث ما كاد ينتهي خادم الحرمين من حديثه عن الصفحة البيضاء الجديدة حتى سارع صالح لينكت فيها نكتة سوداء عندما تحدث عن ماضيه الأسود اقصد الماضي الدامي قبل التوقيع والذي كان هو وجنوده هو الضالع فيه وهو من أجرى أنهار الدماء، فبالله عليكم كيف تتوقعون حسن النية ممن هذا شأنه وشكله وخطابه.
ثم يأتي أحد المحللين السعوديين في قناة العربية ليقول: إن الخطر الأكبر يكمن في تنفيذ اتفاقيات المبادرة، ثم يتهم إيران بأنها لن ترضى عن هذه المبادرة، وأنها المتضرر الأكبر منها، بمعنى أن المبادرة إذا كان قد قرأها الثوار اليمنيون على أنها خطر صغير، فإن الشروع في تنفيذ آلياتها - حسب المحلل السعودي - هو الخطر الأكبر، وقد صدق فعلا في ذلك وإن كان من غير قصد، لكنه أخطأ خطأ فادحا عندما اتهم اليمنيين بأن تاريخهم كان يلفه صراع أزلي وأن هذا يرجع إلى طبيعة اليمنيين، وهذا غير صحيح إنما يرجع إلى طبيعة القائد الفاشل الذي لم يستطع أن يدير اليمن إلا عن طريق اختلاق الأزمات، وإلا فإذا كان هذا الرجل يقرأ مثل العالم؛ فإن اليمنيين قد عكسوا عن أنفسهم صورة مشرقة وحضارية أبهرت العالم وأكسبت اليمنيين كل الاحترام والتقدير داخليا وإقليما وخارجيا؛ حيث ظلت ثورة هذا الشعب سلمية عشرة أشهر وهم يملكون السلاح ويخبرون وضلوا بصدورهم العارية يتلقون رصاصات غدر صالح وجنوه ووصل عدد القتلى (1000) ألفا، وهو عدد ضئيل جدا مقارنة بعدد القتلى في تونس ومصر وعمر الثورة في الأولى لم يتجاوز الشهر وفي الثانية لم يتجاوز الـ 18 يوما.
إن الحقيقة الذي قالها هذا المحلل السعودي من دون قصد أن الخطر الحقيقي والفتاك يكمن وراء تنفيذ آليات المبادرة؛ فإذا كان هم المبادرة الأول قبل التوقيع – بتصوري - هو المراهنة على الوقت بقصد مطل أجل الثورة، فإن آلياتها سوف تسعى إلى الهدف نفسه، خاصة وأن الصوفي سكرتير صالح، قد قال إن عشر سنوات غير كافية لتنفيذ آليات المبادرة؛ بمعنى أن تصريحه هذا أكد ويؤكد ما بنية صالح عبر خطابه، [المهم ليس التوقيع وإنما المهم هو حسن النوايا] وصالح نفسه هو من سوف يحدد حسن النوايا من سوئها وهو من سيعرقل مسير آليات التنفيذ لسبب بسيط أن نوايا المعارضة سوف يقرأها دائما بأنها سيئة وظلامية ولن تبدو له إلا في غاية السوء وستكون الأحداث فيما بعد التوقيع باليمن أيضا في غاية السوء - والله اسأل أن أكون متشائما لا أكثر وأن تكون قراءتي خاطئة وأن صالح جاد في توقيعه وأن خطابه هلوسة لا أكثر.
صالح وقع لكنه في الوقت ذاته أوقع المعارضة في نفق مظلم لن تشع عنه ومنه حسن نوايا بل هي كما سيريدها صالح حتى تخدم هدفه في عرقلة المسير؛ لهذا ستكون نوايا جدا سيئة ومظلمة وعبرها سوف يهلك صالح الحرث والنسل ويسيل الدماء، والمعارضة تسبح بحمد آليات المبادرة بينما يكون صالح نفسه في منأى عن المسائلة والمحاسبة، فهو لم يعد الرئيس الفعلي لليمن، وإنما رئيسا شرفيا، وما سيحدث فيها لن يخصه أو يمسه بسوء؛ فالرئيس الفعلي هو النائب، وتحت توقيعه سيفعل صالح وجنوده الأفاعيل.