تعز تترقب.. وهادي في بحث هادئ عن محافظ
بقلم/ محمد سعيد الشرعبي
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 17 يوماً
الأربعاء 04 إبريل-نيسان 2012 03:42 ص

تحركات غير مسبوقة تشهدها العاصمة صنعاء بشأن تعيين محافظ لمحافظة تعز والمسافة بين مكتب رئيس الحكومة ومكتب رئيس الجمهورية ملئية بالوسطاء وحاملي قوائم الأحزاب والقوى ومراكز النفوذ في البلاد ،وهذا ما دفع بالرئيسين هادي وباسندوة لرفض تلك الإقتراحات كي لا تصيبهم لعنة تعز بإختيار لا يحظى بقبول ابناء المحافظة.

الإثنين الماضي ،التقى رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة وفداً مكون من أعضاء الكتلة البرلمانية لمحافظة تعز والمجلس الأهلي وممثلين عن شباب الثورة ،وبحث الوفد مع مع باسندوة 18 نقطة على رأسها المطالبة بإقالة محافظ المحافظة حمود خالد الصوفي، وإقالة القيادات الأمنية الضالعة في قتل المواطنين، وإخراج المعسكرات من مدينة تعز، ومعالجة الانفلات الأمني، وعلاج جرحى الثورة، وتعويض الشهداء، ومشكلة الصرف الصحي في المدينة.بحسب تصريحات صحفية لرئيس المجلس الأهلي في تعز عبدالله الذيفاني ..

وبحسب تصريح الذيفاني لموقع الصحوة نت،سيلتقي الوفد القادم من تعز برئيس الجمهورية عبده ربه منصور هادي لإطلاعه على أوضاع تعز وما تعيشه من مشاكل مختلفة، وكذلك الالتقاء بالمكونات الثورية في ساحة التغيير بصنعاء ..

يأتي هذا التحرك الرسمي بعد تسريبات كبيرة استبقت صدور قرار جمهوري بشأن تعيين محافظا لمحافظة تعز خلفا للمحافظ الذي غادر المحافظة بفعل ضغط شعبي رافض لبقائه في المحافظة على الرغم من محاولاته المتكررة لمساومة اطراف وقوى سياسية بهدف البقاء في منصبه وهذا ما تبدد بخروج شعبي غير مسبوقا رافضا لبقائه في منصب ،كما يتوعد شباب الثورة بالمحافظة بمحاكمته مع بقية القتلة والمجرمين ولو بعد حين ،حد قولهم..

في الاسابيع الماضية ،تداولت وسائل اعلامية محلية أسماء افتراضية على طاولة الرئيس الجيد لإختيار احدهم لمنصب محافظ تعز واغلبها اسماء لا تحظى بقبول شعبي بالمرة ،بإستثناء اسماء بعدد اصابع اليد ،ومازاد من تسابق الكثير لإطلاق الشائعات للرأي العام وتقديم الاقتراحات للحكومة والرئيس هادي اثر تداول وسائل الإعلام لأنباء عن صدور قرار جمهوري وشيك بتغيير المحافظ السابق حمود الصوفي الذي بدأ بنقل امواله الى بنوك ومصارف في دول خليجية هربا من اي محاكمة قد تطاله عما اقترف في تعز وغيرها ...

والأنكى في هذه المهزلة أن كثيرا من المتهافتين على لنيل ثقة الرئيس هادي ورئيس الحكومة باسندوة ،لم يسبق لهم تسجيل موقفا مع ابناء المحافظة اثناء الثورة وقبلها ،ومعظمهم ممن صمتوا عن فساد الصوفي،بل وداهنوه كثيرا منذ تولى منصب محافظة تعز حفاظا عن مصالحهم وعلاقتهم بمراكز القوى والنفوذ ...

ولأن بضاعتهم بائرة ،دشن ثوار اللحظات الأخيرة حملات التسويق مضحكة لأسماء مستهلكة ، بعضهم كان لهم مواقف سلبية من الثورة ،ومن المقربين لرباعي القتل في تعز "الصوفي ، قيران ،ضبعان ، العوبلي" ،ولازالت تلك الحملات مستعرة ،وكأن محافظة بحجم تعز محافظة بلا ذاكرة ولا يعرف ابنائها حقيقة اكثر الأسماء التي يتم تلميعها وعلى عجل في هذه الأيام ..

يبدو هذه المرة وخلافا لما عهدناه من النظام السابق بأن الرئيس هادي وباسندوة يدركون بأن حساسية الظروف الأمنية والإنسانية القاسية التي تعيشها تعز،ونواياهم جادة لإعادة الأمن والاستقرار الى هذه المحافظة التعيسة في نظر مركز الحكم التوافقي المنشغل بذات المشاكل وأكثرها تعقيدا في انحاء مختلفة من البلاد ...

في المقابل يعزو كثير من المصادر السياسية والرسمية تأخر صدور قرارات جمهورية بتعيين محافظا للمحافظة ولعدد من مدراء المكاتب والمؤسسات الحكومية الى مخاوف هادي وباسندوة من اصدار قرارات متسرعة قد تكون محبطة لأبناء المحافظة وشباب الثورة على وجه التحديد،ما قد يجلب عليهم سخط ابناء المحافظة ،ومهما كانت مبررات التأخير ،فالوضع بالمحافظة يستدعي التعجيل ...

وبعيدا عن لعنة التوافق وأولويات التقاسم التي قد تزيد الأوضاع في المحافظة تأجيجا ،يفترض بالرئيس هادي ،اتخاذ موقف جاد مما يحدث في تعز بهدف اخراج المحافظة من مستنقع الإنفلات الأمني ،بداية من تعيين محافظا حازما وشجاعا ويحظى برضاء ابناء المحافظة لكي يتمكن من انقاذ تعز قبل انزلاقها الى المتاهة التي يخطط لها بقايا النظام السابق ....

تعز في هذه اللحظات المخيفة التي تمر عليها تبحث عن الرجل المناسب وما اكثرهم لو لم يخضع قرار التعيين لجرثومة المحاصصة التي قد تبلي تعز بمحافظ هزيل او منفر او مؤججا للمشاكل ،فالوضع الأمني والخدمي والحياتي في المحافظة يستدعي مكافأة تعز بمحافظ استثنائي يستطيع انتشالها من مستنقع الفوضى والخراب ،ولم يسبق تلوثه بقضايا فساد او جرائم قتل او عرف عنه ارتباطه بعصابات التهريب او مراكز النفوذ التي تقدمت للرئيس هادي عبر البلطجي سلطان البركاني وآخرون بقائمة أسماء توافقية اعتبرهم نسخا كربونية من المحافظ البلطجي حمود الصوفي ،وهذا ما اخشى منه على تعز وطموحات شباب الثورة في تعز ...

الكل يلهث خلف المنصب ،وتعز تبحث عن محافظ يعيد لها ما فقدته من الأمن والإستقرار ويبنى ما دمرته قوات صالح قبل الثورة وبعد اشتعالها في ارجاء البلاد بداية من تعز ،واتمنى من الرئيس هادي الذي منحه ابناء تعز ثقتهم ،أن يحسن اختياره في تعيين محافظا لمحافظة خرجت عن صمتها ولن تعود بمحافظ من شاكلة محافظها السابق ،ولن ترحب بمحافظ فهلوي او هزيل تفرضه قوى المصالح والنفوذ التي ثار الناس ضدها وضد ممارستها في تعز وغيرها.

اصرخ في وجه الجميع ( تعز بلا محافظ يا هادي ويا باسندوة، فلا تتأخروا كثيراً) ،فهل سيسمع هادي ؟ بلا شك هو مشغولا بالقاعدة وبينتها أنصار الشريعة وأنصار الله وأنصار الثورة وأنصار صالح وأنصار صمته وهدوا باله الرئاسي ،واعتقد بأن تعز ستخلط اوراق هادي وباسندوة في حال استمر قلة تقديراتهم لوضعها الأمني والإنساني المخيف بفعل عصابات مسلحة وبلاطجة دمويين يتبعون نافذي المجلس المحلي المواليين للمؤتمر ولا داعي لذكر الأسماء،لهذا وغيره يجب على المركز التوافقي المقدس الاسراع في انقاذ تعز من شرورهم وبشكل عاجل ،لو كان هناك حرص توافقي على استقرار المحافظة .