صالح والسيد حسن لا وجه للمقارنة
بقلم/ عبدالقوي الشامي
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 10 أيام
السبت 14 إبريل-نيسان 2012 11:14 م

لم يكن ليسعني وانا اقرأ تعقيبات كثير ممن شرفوني, بالتعليق على موضوعي الذي نشر مؤخرآ في هذه الزاوية, بعنوان " صالح على هدى نصرالله", لم يكن ليسعني الا ان اكرر قول الشاعر ابن زهر الأشبيلي: " ان كنتُ أسأتُ في هواكم أدبي .. فالعصمة لا تكون إلا لنبي" .. فقناعتي بأن الأحترام المتبادل اساس العلاقه مع القراء الاعزاء, والفكرة في التعقيب تكون خلاقة عندما تفتح نافذه تضيء المناطق الرمادية في السياق العام للموضوع, بعيدآ عن الشخصنة او الأتهامات الجزاف, وتكون فاعلة ومؤثرة ان حملتها لغة تخاطب العقل والمنطق لا لغة القدح والذم.

لم يخطر ببالي وانا استحضر في الموضوع المذكور, ما حدث في بيروت بين 7 - 9 مايو 2008م, لأقارنه بما فجعت به العاصمة اليمنية صنعاء بين 7 - 9 ابريل 2012م, لم يخطر ببالي أن يفهم وكأنه مقارنة بين شخصيتي: السيد حسن نصر الله, والرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح .. فيقيني راسخ بان لا وجه للمقارنه بين, الملاك والشيطان, على حد تعبير احد القراء, اوبين, الثرى والثريا, كما عبر قارىْ اخر .. فـ (التاريخ, المطار العاصمة الأستثمارات والسلاح), كانت العناصر, اما الأشخاص فلم يكن لهم دور وازن في تلك المقاربة

فالسيد حسن نصر الله قاد المقاومة اللبنانية, في وجه صلف وتطاول الة الحرب الاسرائيلية, حقق بصمود وبمؤازرة, كل فئات الشعب اللبناني, بمسلميه ومسيحيه, بمذاهبه ومشاربه الأجتماعية المختلفه, حقق نجاحات غير مسبوقه, من حيث النتائج, وعلى حد تعبير القارىْ السيد/ باسيل: (سحق جيش بني صهيون وجعل منه مسخرة جيوش العالم) وان كان ليس بهذه الهاله, الاّ ان ما حدث في بنت جبيل, وبقية مناطق الجنوب اللبناني العام 2006م, يبعث على الأعتزاز والفخر, بأعتباره انجاز غير مسبوق, يسجل للشعب اللبناني اولآ, كونه من دفع الثمن المباشر في تلك الحرب, وثانيآ للمقاومة اللبنانية التي اجترحت المآثر البطولية التي قادها السيد حسن نصر الله.

 كما واقول للقارىْ السيد/ ابو كحيل: ان تقييم عمل او اداء ما بعينه, تقييمآ موضوعيآ, ليس بالضرورة: ان يكون نابع من حقد, كما وان العصمة عن الأفراد, قد انتفت بأنتهاء عصر النبوة, واذا سلمنا بأن السيد حسن نصر الله: بشر وليس نبي او قدّيس, فكل بني البشر خطاء! والرسول (صلعم) يقول: " كلكم خطاء وخير الخطائين التوابون", لذا فافعال الرجل, قابله للتقييم سلبآ وايجابآ, وما يؤخذ على السيد/ حسن انه وجه سلاح المقاومة في لحظة ما, لتحقيق مكاسب مذهبية او حزبية (سمها ما شئت), مكاسب لا تندرج تحت عنوان المقاومة, على حساب خصوم سياسيين, لا يمتلكون سلاح الـ (مقاومة), وصالح وجه سلاح الحرس الـ (جمهوري) لتحقيق مكاسب اسرية على حساب الشعب اليمني من هنا نبعت المقارنة! 

 اما صالح, فسيسجل له التاريخ بأنه لعب دور اساسي في تحقيق الوحدة اليمنية, وهذه حقيقه لا ينكرها الاّ جاحد, لكنه وما ان مكّن نفسه من زمام الوحده, لم يلبث ان قاد معركة تدمير البلد الى اشطار, وليس الى شطرين, كما كانت قبل ان تتوحد تحت امرته, دمرها الى نتف, (امارة وقار, امارة عزان, امارة زنجبار) وغيرها من الأمارات التي يتأهب مناصروه, اعلانها في المحافظات الجنوبية, مساحة كل امارة, بضعة عشرات من الكيلومترات المربعة, اي ان اليمن بمساحته المقاربة لنصف مليون كلم مربع, سيقسم الى مئات الأمارات الاسلامية, اذا لم يتم وضع حد لعبث هذا الرجل المهووس بالسلطة والمال واجمالآ ايآ كانت المحاولات فسيبقى الثرى ترابآ والثريا نجومآ.