في ذكرى اغتياله العاشرة ..جار الله عمر قائد وزعيم
بقلم/ عارف الدوش
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 24 يوماً
السبت 29 ديسمبر-كانون الأول 2012 04:47 م
الـ28من ديسمبر من كل عام هي ذكرى اغتيال الشهيد الحي جار الله عمر في واقعة ستتذكرها الأجيال عبر الزمن فبمجرد انتهاء هذا القائد السياسي المحنك إلقاء خطاب المحبة والألفة.. خطاب تعزيز التسامح العيش المشترك .. خطاب الوصايا لتمتين عرى المحبة والدفع بالوليد\" المشترك\" خطوات تجذيرية إلى الإمام في مؤتمر التجمع اليمني للإصلاح عام28 ديسمبر 2002م انطلقت رصاصات الغدر والخيانة رصاصات \"تحالف السلاح والفتوى والأمية القبلية في اليمن لترديه شهيداً مضرجاً بدمه الطاهر وذلك التحالف وهو نفس الداء الذي اغتال الصومال ودمر الجزائر وأفغانستان ولا يزال يتربص بيمن الحكمة والإيمان \" على حد تعبير الأستاذ عبد الباري طاهر .

جار الله عمر .. بدأ تعليمه في كتاب القرية\" قرية كهال عمار مديرية النادرة محافظة إب \" والتحق بالمدرسة الشمسية بذمار ثم المدرسة العلمية بصنعاء . رجل سلام نهل من الفقه والشرع ولم ينزوي جانباً بل شارك مشاركة فعالة في التظاهرات الطلابية بصنعاء التي سبقت قيام ثورة 26سبتمبر 1962م كما قاد مظاهرات جماهيرية تعميداً لانتصار ثورة سبتمبر بعد قيامها والتحق في عام 1963م بكلية الشرطة وبعد تخرجه منها عين في هيئة التدريس بالكلية والتحق بصفوف حركة القوميين العرب عام 1960م وشارك في الدفاع عن العاصمة صنعاء أثناء حصار السبعين يوماً . وانتصر مع رفاقه وانتصرت صنعاء ليتقاتل المدافعون عن صنعاء بعد ذلك وتبدأ نكسة يمنية\" أحداث أغسطس 68 تم اعتقاله إثر أحداث أغسطس عام 1968 في صنعاء لمدة 3 سنوات فخرج من السجن وغادر إلى عدن عام 1971 .حتى تم انتخابه عضواً في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الثوري اليمني في المؤتمر الثاني عام 1972.. لكن الأزمات كانت تصقل جار الله والمعارك والحروب بين الشطرين سابقاً وفي كل شطر على حدة زودته بكثير من التجارب وتعمق فكره ورؤيته للحياة واليمن.

جار الله عمر .. الشهيد الحي ظلت حياته بين الشمال والجنوب مليئة بما هو معقد من التفاصيل التي نجا من مكائدها باتخاذه الشفافية والمراجعة النقدية منهجاً مسؤولاً وموضوعياً ما جعله واحداً من أبرع الذين مزجوا اليومي بالتاريخي فصار بمثابة تيار مغاير وآخر في الحياة السياسية اليمنية صاحب شخصية إبداعية مستقلة أتخذ من النقاشات الصبورة والعقلانية مساراً رفيعاً من أجل الحقيقة وتقريب وجهات النظر بحسب فتحي أبو النصر و خاض جار الله تأملاً واسعاً أفضى به الى التحول من ثوري عنيد متطرف إلى صاحب تجربة فذة في الحوار والتسامح والأهم كما يقول فتحي أبو النصر أنه لم يكن سياسياً مرفهاً فهو المتخاصم النزيه مع نزعة المادة . وبين صنعاء وعدن كان بطلاً للمستضعفين وللحالمين إذ امتاز بتقييماته غير المتحيزة على الدوام لكنه ظل الحميم مع الجميع حتى أعدائه كما ظل يمزج السياسة والفكر متطلعاً كما ينبغي للمستقبل كما يقول فتحي أبو النصر.

جار الله عمر.. الشهيد الحي المتجدد بفكره وممارساته وشواهده الخالدة يقدم لنا وللأجيال القادمة سفراً من النضال والتجدد والتجديد في الفكر والممارسة فهو كما تحدث عنه الكثيرون كان متجدداً على الدوام ينقد فكره وسلوكه السياسي على الدوام يقيم ويصوب مكامن الإعوجاج ويبرز ويقوي مكامن القوة وهذا هو سر نجاحه ونجوميته في مختلف منعطفات ومنزلقات السياسة اليمنية ومربعاتها الضيقة التي قذفت بشخصيات كثيرة إلى الهامش .

جار الله عمر .. امتلك الشجاعة والجراءة على النقد المتواصل والتصويب والتقويم للفكر والممارسة ويذكر لنا الدكتور عمر عبد العزيز أن \" أعضاء المكتب السياسي للحزب الإشتراكي اليمني كانوا يحرصون على تبرير مواقف الحزب أياً كانت لكن جار الله كان استثنائيا في روحه النقدية الشفيفة وفي حنكته السياسية الرائية لما وراء الآكام ولهذا السبب حاول تقديم مخارج مبكرة لمحنة يناير \"1986م\" ولكن دون جدوى ويصفه الدكتور عمر عبد العزيز بأنه كان في أحداث يناير 86م حاضراً في معترك الصدام الدموي منافحاً عن الجميع ومُتنكّباً دور المُصلح الاجتماعي السياسي الذي يتنقل من بيت لبيت ومن حارة لحارة وكان يشكل مع رفيقه عبد الله عبد الرزاق باذيب قبل ذلك فرسي رهان السلام

جار الله عمر ..هو أول من دعا إلى تبنى التعددية السياسية والحزبية في الشطر الجنوبي قبل الوحدة اليمنية من أبرز الشخصيات التي شاركت في الحوارات السياسية بين الأحزاب اليمنية خلال الفترة الانتقالية 1990 ـ 1993 ومن المساهمين الأساسيين في صياغة وثيقة العهد والاتفاق وأحد الموقعين عليها في عمان عام 1994 . ومن أبرز الشخصيات الحوارية التي حاولت منع قيام حرب وساهم في إعادة بناء الحزب الاشتراكي اليمني بعد حرب صيف 1994 من خلال موقعه كعضو في المكتب السياسي مسئولا عن الدائرة السياسية للحزب

جار الله عمر .. مهندس التسامح والعيش المشترك في بلد أدمن ساكنيه على الخصومة والقتل والتصفيات واقتاتوا أوجاعهم من سكاكين المحن وشظايا الإحتراب .. جار الله عمر ظل عبر مشوار نضاله الدءوب يهندس التوافق ويغزل سجادة الحوار و له وقفات مواقف حوارية كثيرة وله جهود من أجل التوافق وصنع السلام تحدث عنه من عايشه في المنعطفات الحادة التي عاشتها اليمن فقالوا يتوقد ذهن جار الله عمر في أحلك الظروف ويزداد تألقاً لا يعرف اليأس إلى قلبه طريق يتوقف برهة ينطلق في كل مكان بعدها يلملل الجراح ويجمع شتات الرفاق والأخوة كطير الحمام ظل يحمل غضن الزيتون بين فرقاء الصراع والإختلاف في مختلف مراحل التشاحن والإقتتال .

جار الله عمر .. كان يعتبر النقد السابق لوقوع الخطأ يساعد على التصويب والتصحيح فيقول في رسالة نقدية له بعد توقيع وثيقة العهد والإتفاق \\\" فالخط السياسي الأصوب هو الذي يفرض نفسه على مجرى الصراع وأطرافه\\\" وتقول ميسون الإرياني في دراسة لها حول تلك الرسالة : هنا يتبدى لنا منطق سياسي مختلف لايعتمد على منطق القوة والفرض أو المباغتة والمناورة بل منطق الخط السياسي الاصوب الذي يفرض نفسه بصوابه وليس بقوته واكد على وجهة نظره بالحديث حول ضرورة النقد لتراكم التجربة في العقل الجماعي ليتفادى الخطأ وبالتالي الشقاق عكس الشائع من أن النقد يؤدي للفرقة

جار الله عمر .. كان يعول كثيراً على الجماهير اليمنية بمختلف أطيافها دون تحديد منتسبي الحزب ويخصص جزءا كبيرا من حديثه حولها ويعيد التذكير بهذه الجماهير سواء متأثرة أو مؤثرة بحسب ميسون الإرياني وظل يدعوا ويطالب حزبه الإشتراكي اليمني أن يحرض في الحفاظ على الحركة الجماهيرية حركة عامة حتى لاتنقسم وتتلاشى. ويدعو الحزب لتبني خطاباً اكثر وضوحاً ومصداقية مع انفتاح للآخرين بما فيهم المعتدلين من حزبي المؤتمر والإصلاح قائلاً:\" أن طبيعة خطابنا السياسي ودرجة وضوحه ومصداقيتنا السياسية والإعلامية التي تراعي مصالح الآخرين ووجهات نظرهم هي وحدها الكفيلة بالحفاظ على المستويات الراهنة في العمل السياسي وتطويرها إلى أعلى\"

جار الله عمر .. قال عنه صادق ناشر \" زميل المهنة الذي أجرى مقابلة مطولة مع جار الله هي أقرب الى السيرة الذاتية ونشرها في كتاب بعنوان \" جار الله عمر يتكلم \"\" أشهد أن جار الله عمر كان يكره الحرب وكان أكثر الحريصين على تجنيب البلاد الويلات والدمار ويضيف صادق ناشر إن جار الله كان مرة أخرى على موعد مع الزمن عندما عقد الحزب دورة تاريخية لتحديد موقفه من انتخابات العام 1997م يومها خسر جار الله عمر وتياره التصويت لصالح الدخول في الانتخابات وكسب التيار المؤيد لمقاطعة الانتخابات ولن أنسى تلك اللحظة التي وقف فيها جار الله عمر أمام المؤتمرين ليعلن أنه خسر معركة التصويت لصالح الدخول في الانتخابات التشريعية لكنه أكد أن الحزب كسب الديمقراطية داخله. وبعد الخسارة التي جناها الحزب أيقن الجميع أن الرجل كان على حق وفي دورة خصصها الحزب لدراسة وإقرار مشاركته في الانتخابات الرئاسية ومن ثم الانتخابات المحلية حصد تيار جار الله عمر على غالبية الأصوات وأقر الحزب قضية المشاركة في الانتخابات والعودة إلى قواعده من جديد ليخوض الصراع من نقطة الصفر.

وصايا جار الله عمر السبع

للشهيد الحي جار الله عمر وصايا سبع قالها في كلمته أمام أكثر من 5000 مندوب إصلاحي في مؤتمر التجمع اليمني للإصلاح 28 ديسمبر 2002م قبل ان يطلق تحالف السلاح والفتوى والأمية القبلية في اليمن الرصاص عليه ليغيبه عنا جسداً لكن فكراً وروحاً فإلى وصايا جار الله التي لازالت وستظل وصايا للمناضلين :

أولا: إن الديمقراطية ضرورية لأي حزب كي يتجنب الصراعات الداخلية كما هي ضرورية لتجنيب الأوطان آثار التشظي والتفتت وويلات العنف والحروب الأهلية .

ثانيا: أن الديمقراطية منظومة متكاملة لا تتجزأ أساسها المواطنة المتساوية واحترام العقد الاجتماعي بين الحكام والمحكومين وصيانة الحريات والحقوق الإنسانية دونما تمييز لأي سبب كان والقبول بالتعددية الفكرية والسياسية وعدم الاكتفاء من الديمقراطية بالتسمية ومظاهر الزيف الخارجية.

ثالثاً: ان جمهور المواطنين يحتاج علي الدوام إلي تأمين حد أدني من المساواة في الفرص لتأمين لقمة العيش وقدرا من العدالة والخدمات الاجتماعية المتاحة للجميع.

رابعا: إن تأمين السيادة الوطنية يقتضي توازن المصالح بين الفئات الاجتماعية والمناطق المختلفة للبلاد بهدف سد الثغرات التي يمكن للقوي الخارجية المعادية النفاذ منها للانتقاص من هذه السيادة. لقد نجحت اليمن في تحقيق السلام مع جيرانها بعد حل الخلافات الحدودية وهي تحتاج اليوم للسلام مع نفسها بهدف خلق جبهة داخلية متماسكة تصون سيادة الوطن وتسخير كافة الجهود والموارد لتحقيق التنمية بدلا من شراء الأسلحة.

خامسا: أن تقوية النظام السياسي للبلاد يفترض وجود معارضة قوية مستندة إلي مجتمع زاخر بالحراك والفعالية والمنظمات الأهلية المستقلة بعيدا عن السيطرة الرسمية وبالصحافة الحرة المؤثرة والإبداع الحر ولا شك أن قيام اللقاء المشترك يشكل خطوة علي هذا الطريق بعد أن أصبح إحدى حقائق الحياة السياسية في اليمن.

سادسا: أن التجربة الديمقراطية في اليمن قد بلغت درجة من الركود والشيخوخة المبكرة وهي تحتاج إلي إصلاح سياسي واسع وشجاع حتى تعود إلي شبابها كما أن اليمن بحاجة إلي مجلس نواب يمثل اليمن بكل فئاتها الاجتماعية ومصالحها المختلفة ويضم بين صفوفه خيرة العناصر والقيادات الاجتماعية والسياسية والعلمية في البلاد. مجلس نواب يشبه اليمن بتنوعه ووحدته وتعدد تياراته الفكرية والسياسية.

سابعا: إن اليمن بحاجة ماسة إلي تسريع الخطي في طريق التحديث عبر سياسات شاملة تؤهلها للالتحاق بركب العالمة المعاصر وتجعل منها إضافة نوعية إلي أي تجمع إقليمي تلتحق به ويتطلب ذلك جملة من الإجراءات والقوانين الثورية بما في ذلك التصدي لثقافة العنف ومنع الثارات والإسراع في إصدار قانون ينظم حيازة وحمل السلاح ومنع المتاجرة به بدلاً من قانون منع المظاهرات الذي يعرض علي البرلمان في الوقت الراهن وهو قانون مناهض للعصر والديمقراطية وينبغي لكل دعاة التقدم والديمقراطية التصدي له بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية.

قالوا عن جار الله عمر :

جار الله عمر كان شخصية جادة وعنيدة، وبسبب محاولته المستمرة لاستخدام عقله كان ضحية سوء الفهم من اطراف عديدة. شخصية يحترمها الجميع الذين يتفقون والذين يختلفون معه لذلك نشعر ان خسارته كبيرة على المجتمع اليمني وعلى كل من عرفوه!!

"د. أحمد الربعي : مفكر وكاتب واستاذ جامعي كويتي : الشرق الاوسط 31 ديسمبر2002م "

مَن لا يعرف جار الله عمر لا يعرف اليمن. معدن نفيس في أرض حملت من نفائس التواريخ وهامة تختصر يوتوبيا اليمن الحديثة. ملحمتها في التوحيد الوطني لكيان تعرض للتشطير ارتفاعها عن جرح الدم المراق على مذبح نزاعات النفوذ وإصرارها المكين عن طي ذاكرة الانفصال والشد على الوحدة بالنواجذ هو السياسة وقد رشدت واستوت عاقلة لتتخلى عن المناقرة والمهاترة وشائط الكلام هو الفكر وقد هبط من عليائه الى الهدف السفلي هو الممارسة النضالية وقد تسلحت بالرؤية وعدة العقل هو النقاوة الثورية وقد خرجت من التوصيف النظري لتستوي لحما ودما ووجدانا وفعلا هو النضال وقد تسربل بالأخلاق وتحلى هو المبدئية التي تصغي الى الواقع والواقعية التي لا تحيد عن الثوابت وهو التقاطع الفذ بين كل الأفكار العظيمة التي اعتنقها فماحسب لما بينها من فواصل (الوطنية، القومية، الاشتراكية...) حسابا من يعرف جار الله عمر يلج إلى اليمن من بابه الأوسع. حين يضحك جار الله، تستطيع أن توطن النفس على الاستبشار بالآتي غدا. وحين يعبس وقلما كان عبوسا فكأنما كان يريح المحيا من ضحكة كي يستأنف أخرى. لا يأس في قاموسه ولا مكان له في الأسارير. تنقلب أحوال الدنيا عاليها على سافلها، فلا يرى في ذلك

"عبد الإله بلقزيز : مفكر مغربي\" السفير اللبنانية: 31 ديسمبر2002م

عرفت جار الله عمر في اوائل الستينات عندما كان طالبا في المدرسة العلمية .. ومنذ ذلك الحين اتفقنا كثيرا واختلفنا كثيرا لكن انسانيته كانت هي في حالات الاتفاق وفي حالات الاختلاف، وقد باعدت بيننا الظروف علي مدى عقدين من الزمن ولم نلتق الا قبل قيام الوحدة بشهور قليلة. ويومها وجدته قد ازداد ثقافة وايمانا بأهمية الحوار وضرورة الرأي والرأي الآخر، مع حرص علي ان تكون لكل انسان قناعته في الأمور السياسية والاجتماعية، وعندما كان الآخرون يعاتبونه، او بالأصح ينتقدونه علي هذا الانفتاح الواسع يقول لهم: بما إنني حر في اختيار طريقي وأسلوبي في التفكير، سواء كان هذا الاختيار صائباً او خاطئاً، فلماذا لا يكون للآخر ان يختار طريقه ومواقفه؟ ... وكلما مر الوقت زادت قناعة جار الله بهذا النهج الليبرالي الديمقراطي حتي اصبح بالنسبة له ـ كما سبقت الاشارة ـ يشبه العقيدة وكان لا يكف عن إشاعة هذه الروح في من حوله باعتبار التسامح والتعايش الوسيلة المثلي التي لا بديل عنها سوي العنف وما يترتب عليه من زعزعة الاستقرار وتخريب اوضاع البلاد والعباد..

"د. عبد العزيز المقالح : القدس العربي 3 يناير 2003م \\\"

لا يمكن قراءة التاريخ اليمني المعاصر دون المرور بالدور الذي قام به جار الله عمر دفاعاً عن الجمهورية 26 سبتمبر - أيلول منذ انطلاقتها حتى أحلك مرحلة مرت بها (حـصار السبـعين يوماً لصنعاء بعد خروج القوات المصرية إثر هزيمة يونيو - حزيران 1967 والاتفاق السعودي المصري ) وهجوم القبائل ثم هزيمتها وصمود كوكبة من الجمهوريين الأبطال الذين رفعوا راية الجمهورية أو الموت ، إلى ثورة 14 أكتوبر - تشرين الأول في جنوب اليمن وإلى دوره في المعارضة اليمنية الشمالية كقائد في حزب الوحدة الشعبية والجبهة الوطنية اليمنية ، إلى معارك توحيد اليمن إلى موقفه الشجاع في حرب 1994م ودفاعه عن الديمقراطية والوحدة في أن واحد .. فقد رفض المنصب الذي أوكل إليه كوزير للثقافة من قبل القيادة الجنوبية عندما قررت الانفصال عن الشمال ، كما كان موقفه صلباً في الدفاع عن الحريات والمكتسبات الديمقراطية عندما قررت العصابات السوداء تصفية رموز الحزب الاشتراكي بعد الوحدة اليمنية ، وعندما اندلعت الحرب ضد الحزب الاشتراكي اليمني ، وشارك فيها كل من رأى في الاشتراكية والتقدم والديمقراطية وتحديث اليمن خطراً عليه ، كان جار الله ضد الحرب وكان مع الوحدة والتعددية لا يساوم على وحدة اليمن ولا يرى بديلاً عن وحدة الأمة العربية ، ومع الثورة الفلسطينية ومقاومتها الباسلة ، ومع النضال الديمقراطي في البحرين ، ومع كل صوت قومي ديمقراطي ومستنير في هذه الأيام ولا يرى بديلاً عن الديمقراطية إلا بالمزيد من الديمقراطية

"عبدالرحمن محمد النعيمي : كاتب عربي - صحيفة الخليج الاماراتية 4 يناير 2003م \" صحيفة الثورة : السبت 29 ديسمبر2012م

عبدالله حديجانإكسر منظومة الفشل
عبدالله حديجان
مشاهدة المزيد