وقل تعالوا إلى الحوار
بقلم/ علي السورقي
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 26 يوماً
السبت 26 يناير-كانون الثاني 2013 06:36 م

أيها الوطن اليماني الأبي إقترب موعد الإنطلاق بسفينك الوطني من مرسئ الحراك السياسي الراكد في التجاذبات والمناورات السياسية بين القـــوى الوطنية الفاعلة وشُركائها من مختلف  التيارات الوطنية إلى شاطئ الحوار فكن مستعداً لتجـــاوز الأمواج الخارجية وعُباب الخلاف الداخلي .. واثقون أيها الوطن بمهارتك في قيادة السفين  وقل تعالوا إلى الحوار .. إلى الحوار وليلزم كلنا منا مقعد على سفين الحوار الوطني كي نبحر فيه جميعاً وأن لا نغلب عليه شيء من المصالح الفردية والحزبية . وليتخذ كلاً منا الوطن مساراً لتحقيق الأمآل والتطلعات الوطنية لجماهير الشعب وصولاً لإستكمال أهداف الثورة الشبابية السلمية في التغيير وبناء الدولة المدنية المعاصرة التي تجسد القانون وترسح مبدأ المواطنة المتساوية بين جميع أبناء الوطن من المهرة شرقاً إلى صعدة شمالا. ومن التسامح والتصالح جنوبا إلى الحوار الوطني يمناً واحداً .. وقل تعالوا إلى الحوار على مائدة التفاهم وطاولة الوطن . وأن لا يتخذ بعضكم المبادرة الخليجية والتدخلات الخارجية شاطئ للتوقف ومحطة للتعثر ومنطلق للمساومة و وقولوا إنا جميعا في سفين الوطن سائرون إلى العبور باليمن فوق جسر التحدي متجاوزون كل منعطفات الخلاف ومنحدرات الحزبية ومستنقعات الطائفية وغُثــاء السياسة .؟

فقل أيها الوطن لأبناء سبأ وحمير وأحفاد الحكمة والإيمان أن الخطر يداهم مسارنا الوطني والخلافات تعيق أهدفنا والصراع على السلطة يهدد مشروعنا الحضاري النهضوي الوحدوي وأن الركون على الحلول الإقليمية والخارجية لن تسعفنا في تجاوز مشاكلنا الداخلية وسوف تتخلى عنا في أي لحظة تدرك فيها بأن مصالحها الذاتية معرضة لتوحيد جهودنا المخلصة في بناء الوطن والخروج به من تعثرات الماضي وتضاريس الفتن.!؟

وقل أيها الوطن لكل من يحاول السير منفرداً بالرأى مستبداً به, معتمداً على أجندة خارجية متخندقاً في مشاريع طائفية , حزبية , تجزيئية أن اليمن يتسع للجميع وسيكون مضطراً للفظ أنفاس من يخون أو يبيع أو يحاول متأبطاً خرق وجهة السفين تحت شرعنة الفوضى الخلاقة وفوق مصلحة الشعب . وقل حذاري من الاتكال على ربُان لا يجيد إلا قيادة الحقد وثقافة الفتن والصراع فليس هناك بعد اليوم مشروع إنفرادي يأخذ كل سلطة غصباً.!!؟

فالوطن سفين الجميع وللجميع يتسع وتحت أشرعة الحوار الوطني لا مجالات لرياح المشاريع المتقزمة أن تعيق المسار , ولا خيار لتحيق الأمن والإستقرار والسلم الإجتماعي والتنمية البشرية والإقتصادية إلا بالحوار فلنتخذه سبيلاً لتحقيق التطلعات والأمآل في بناء يمن ديمقراطي حر ينعم الجميع بخيراته ويكف عن التسول عبر الأيادي الشائلة التي لا تريد للوطن تقدم وسيادة ،فلنكن جميعاً عند مستوى التحدي وبقدر كاف من المسؤولية الملقاة على عاتق كل وطني حر شريف بما في ذلك السلطة الرابعة ممثلة بوسائل الإعلام المختلفة في نشر ثقافة الحوار وتوعية المجتمع بأهمية كوسيلة حضارية وسلوك مدني لحل كل الخلافات وتقريب وجهات النظر بين القوى والأطراف وسنظل نقول . ونردد قول عميد الأدب ونقيب الفكر العربي الدكتور عبدالعزيز المقالح

سنظل نحفر في الجدار .. إما فتحنا ثغرة للنور .. أو مُتنا على وجه الجدار .. فقل تعالوا إلى الحوار