الوحدة التي نريد..!
بقلم/ خالد الصرابي
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و يوم واحد
الخميس 23 مايو 2013 02:31 م

من الأشياء التي لا خلاف حولها ان الوحدة قوة والفرقة ضعف ووهن وشتات .من هذا المنطلق كحقيقة ثابتة نصل معها الى المعاني والدلالات العميقة التي تختزلها وحدة الصف الواحد \"الوحدة اليمنية\" التي نحتفل اليوم بعيدها ال23لموعد تحقيقها الأغر في ال22مايو المجيد حيث تتزامن هذه الذكرى ونحن على أعتاب مرحلة يمنية جديدة واستثنائية تعد الأكثر صعوبة وتعقيدا في ظل ما يشهده الوطن من تداعيات وتحديات تسعى كافة الآمال التي يمثلها مؤتمر الحوار الوطني الى إعادة التوجيه نحو المسارات الوطنية الصحيحة بغية تحقيق البناء الشامل المنشود .احتفالنا بهذا العيد ليس كما يعتقد البعض مجرد ذكرى لتوقيع أوراق اتفاقية الوحدة بل هو عيدا تخلد عبر التاريخ كسمة ارتبطت بكافة أبناء الوطن بموعد إعادة اللحمة اليمنية ,وهذا يعود بنا الى تاريخ مصفوف ومحفور في ذاكرة ووجدان اليمنيين كترجمة لسطور ابن خلدون \"لا خلاف بان ابو اليمنيين جميعا هو قحطان\"وفي إطار الوحدة القومية العربية المتجذرة من منطلق ان اليمن موطن العرب كمرجع متأصل يعززها – ابن منظور – في لسان العرب بقوله \"ا أن اول من انطق الله لسانه بلغة العرب يعرب بن قحطان\".فإذا كان الأزل نفسه يؤكد فينا وحدة العرق والدم والنسل فكيف تجزم النفوس الواهية تمريرها على أنها مجرد اتفاقية !

لهذا فان من سلامتها هو إبقائها بعيدة عن كافة الصراعات الضيقة ومحذراتها وتظل شعار دائم قولا وفعلا حيث يبقى الحفاظ عليها نتاج يصدر عن كافة تصرفاتنا وسلوكياتنا الحضارية والثقافية والاجتماعية كونها أي الوحدة لم تكن عديمة المعنى والدلالات المرجعية متناسين في ذلك أزليتها .او محطة يمكن ان يتعداها قطار الزمن الذي يحمل معه متغيرات الفكر وتصبح من الأشياء التي لابد ان تشملها بديهيات الحياة وسنن الكون في التغيير كونها من المستحقات الوطنية الثابتة والمتجذرة ..فقبل ان تعلن في ال22مايو1990م هي موجودة في أعماق كل اليمنيين أرضا وإنسانا تصحبها العديد من الأدلة والبراهين المؤكدة توحد الفكر والهوية الجماهيرية اليمنية التي يتقدمها تجانس و تمازج العادات والتقاليد الاجتماعية في هذه الرقعة من الجزيرة العربية \"اليمن\" ..الحنين وتوحد مشاعر الفرح والحزن وتلبية النداء لتداعيات الألم بين ابناء المحافظات ولعل التداخلات النضالية المفرزة للعديد من الأدوار البطولية والتي جسدت الواقع اليمني الوحدوي كبعد عميق في وجدان الجماهير المدافعة عن الأرض والحياة الحرة الكريمة من أهم نقاط التجمع وتوحيد الصفوف بين الشطرين فكانت الوحدة حتى قبل إعلانها في 90م مطلب فرضته الحياة المعاشة كمصلحة مشتركة فاق جهود ومساعي المحطات الوحدوية عبر التاريخ وقد تجلت أروع أمثلته في الاصطفاف الوطني الموحد المتقدم خطوط النضال السبتمبري والاكتوبري كأبرز عنصر في تحقيق نجاح الثورتين .

لتبقى تداعيات فك الارتباط مجرد أوهام وحالات من الغضب الشخصي انتاب المتضررين جراء التعسفات الحمقية لأيادي الشر والفساد ممن أساوا الى وحدة الأرض والإنسان ,وامتداد من عمق الجذور التاريخية فان وحدتنا باقية الى الأزل البعيد وسيبقى عيدها في ال22مايو من كل عام تخليدا لذكرى أبطال وشهداء الثورات اليمنية والكفاح المسلح على مدى التاريخ ,, وحدتنا التي نريدها هي عشق وقبول وتسامح بين ابنا الشعب الواحد بعيدا عن كافة الصراعات الحزبية والمذهبية تهوي فيها مساعي الشتات والتعنصر المناطقي ونقطة هامة تبقى نصب عين القيادات المتعاقبة لنهج مبادئ المواطنة المتساوية ونبذ التفرقة في كيان أعضاء الجسد الواحد...