افرحوا بيومكم لكن لا تثيروا الأوجاع
بقلم/ ابراهيم الشليلي
نشر منذ: 3 سنوات و شهر و 13 يوماً
الجمعة 12 فبراير-شباط 2021 03:17 م
  

11 فيراير 2011

يوم يفرح به الثوار الذين شكلوا نواته ضد النظام السابق 

لكن يجب أن تكون هذه الفرحة مراعية للأوجاع والأحوال

التي تعيشها اليمن ويعيشها أبناءه 

صحيح أن النظام السابق هو من أفسد اكتمال الثورة بتحالفه مع الحوثي لكن يجب على ثوار فبراير أن يعترفوا بأن يومهم لم تكتمل اشراقته وأن اليوم الذي يستحق الاحتفال هو اليوم الذي سننتصر فيه على الحوثي العدو الغاشم

وسيكون ذلك اليوم انتصارا لإرادة الشعب اليمني الحر 

واكتمالا لإشراقة الحرية ومنطلقا لبناء دولة العدالة والمساواة

إن محطات الثورة اليمنية مرت بمنعطفات عديدة وعاصفة

لكن المنعطف الذين نعيشه اليوم في ثورة 11 فبراير 

لم تمر به ثورات اليمن السابقه 

فكل الثورات التي اشعلها ثوار اليمن إما أنها وأدت في مهدها 

أو انتصرت دون مخاض عنيف كالذي تعيشة ثورة فبراير لعشرة أعوام 

فلم يسبق وأن عاشت اليمن هذا الشتات وهذا التحول العكسي

لم يشردوا كما شردوا اليوم 

لم تتدخل الأطراف الأقليمية والعالمية في مسار الثورات مثل مايحصل اليوم 

لم يحصل وأن عاش اليمنيون محنة التفريق والعنصرية 

والقتل والتشريد كما نعيشها اليوم 

لم يحصل وأن أصبح اليمنيون ينتظرون اكتمال ثورتهم لقرابة عقد من الزمن ولا ندري متى سيتحقق ذلك النصر المأمول المنشود

لم يحصل وأن عاش الكثير في بلد يزخر بالخيرات أزمات طاحنة ومتلاحقه وصلت للعمل دون رواتب 

لم يحصل وأن انتظر الثوار قرار إكمال ثورتهم مراعاةً 

للظروف الأقليمية والعالمية

إن المخلصين لبلدهم لن تزيدهم فرحة يوم

 ولن ينقصم مرارة الكفاح من أجل حلمهم في بلد واعد وسعيد

فقضية التغيير ليست يوما يفرح به الثوار 

أو يحزن من أجله المتضررين من مآلات الثورة 

أو يكرهه من قامت الثورة ضدهم

كل المحطات التي خاضها المخلصون من أبناء اليمن ابتداء بثورة 26 من سبتمبر المحيد ومرورا بال 14 من أكتوبر الشامخ 

و30 من فبراير وغيرها من المحطات التي خضناها في رحلة الكفاح لرؤية اليمن السعيد الذي حكاه القرآن لكننا لم نعش هذه السعادة والتي يستحقها كل يمني ولو خالفنا فكرا أو انتماء

لا شك بأن نهاية المطاف ستنتصر ثورة اليمنيين لكن حتى ذلك اليوم فلنفرح على قدر ماتم وأن نراعي أن فرحتنا تحتها 

كثير من الأوجاع والأهات والفقر والتشريد والحرمان والظلم 

رسالتي إلى ثوار فيراير .. افرحوا دون ضجيج أو شماته فيومكم لم تكتمل اشراقته ولن تكتمل حتى تعود الجمهورية لأحضان الشعب اليمني المكافح الذي طحنته الظروف والصعوبات ليعيش بسلام وتعيش بلاده بنماء وازدهار كبقية الدول المتحضرة

ويؤمئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ....