إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا
تصفحت العدد الثامن من مجلة " صدى الملاحم" التي يصدرها تنظيم القاعدة في اليمن وخرجت بانطباعات كثيرة من بينها ما يلي:
أولا: من الناحية الشكلية، كان إخراج المجلة في منتهى الحرفية، ويكاد يظن القارئ أنها أعدت للطباعة في مطابع التوجيه المعنوي بالعاصمة صنعاء، وليس في كهف من كهوف شبوة أو مأرب أوالجوف.
ثانيا: محتويات المجلة ليست كلها كفر، بل فيها ما يستحق التمعن، ويجيب على كثير من الأسئلة، ولدى كتابها قدرة فائقة على ملامسة مشاعر الناس عندما يتطرق هؤلاء الكتاب لمساوئ السلطة الظالمة، ويوردون حقائق لا نستطيع أن نجادلهم فيها، ولكنهم يخسرون هذا التعاطف بمجرد أن يعودوا لترديد اسطوانتهم المشروخة عن أخطار الصليبيين واليهود، غير مدركين أن المواطن اليمني لم يسرقه أي صليبي، ولم ينهبه أي يهودي، ولا كوري ولا صيني، بل حاكم يمني من جلدتنا تهاجمه القاعدة على الورق، ولا تستهدفه أبدا في الواقع، أوتستهدف نظامه، بل تستهدف السياح الأبرياء بشكل يخدم النظام ويدر عليه أرباحا طائلة من المساعدات الخارجية بذريعة محاربتة للإرهاب.
ثالثا: كشف العدد الثامن من "صدى الملاحم" أن المدعو أبو أسامة الذي يصرح لصحيفة الوسط " لا يمت للقاعدة بأي صلة" وربما يكون الرجل من اختراع السلطة لتحقيق أهداف سياسية ومكاسب خارجية، ولكن صدى الملاحم أكدت على صحة المقابلة التي أجراها الزميل الصحفي عبدالإله حيدر شائع، مع أمير القاعدة ناصر الوحيشي المعروف باسم " أبو بصير" وحذرت صدى الملاحم من أن أي شئ لا يصدر عن مؤسسة الملاحم أو مركز الفجر للإعلام لا يمت للقاعدة بأي صلة مالم تؤكد على صحته عبر هاتين المؤسستين.
ثالثا: كشف العدد الثامن أن قادة القاعدة في اليمن يتابعون كتابات الباحث الأميركي المتخصص في شؤونهم غريغوري د. جونسين. وكان جونسين قد أسس مؤخرا موقعا الكترونيا باللغة الإنجليزية ، سماه " واق الواق" لمتابعة الشأن اليمني وصلني منه رابطه الالكتروني فور إطلاقه ( http://islamandinsurgencyinyemen.blogspot.com ) ويشاركه في تحرير الموقع باحث آخر اسمه براين، عاش في اليمن لفترة، وعمل في صحيفة "يمن أوبزيرفور". والغريب في الأمر أن جونسين وزميله يتشوقان لقراءة صدى الملاحم ويستشهدان بها ربما بنفس القدر الذي يستشهد فيه تنظيم القاعدة بأقوال جونسين، عن الوحيشي وزملائه. ولكن حونسين وزميله يجاهدان لمعرفة معنى كلمة " الرويبضة" التي تستخدمها القاعدة في وصف الرئيس اليمني، ويحتاران في ترجمتها.
رابعا: تجنبت صدى الملاحم الإشارة إلى قصة عودة الإرهابي السعودي العوفي إلى السعودية، وهذا التجاهل سوف يحبط غريغوري جونسين، بعد أن أعرب في واق الواق عن تشوقه لما سيرد في صدى الملاحم عن هذا الحدث، وسوف يرسخ هذا التجاهل الشكوك القائلة إن عودة العوفي لم تكن إلا تتويجيا لعملية اختراق استخبارية سرية كبيرة نجحت في تدبيرها الاستخبارات السعودية ضد تنظيم القاعدة داخل الأراضي اليمنية، وحصلت عن طريقه على معلومات في منتهى الأهمية، في غفلة من الاستخبارات اليمنية المشغولة بانتخابات نقابة الصحفيين، والتحركات السلمية لقيادات الحراك الجنوبي. ويبدو أن مجئ العوفي من السعودية إلى اليمن منذ البداية جرى بمعرفة تامة من السلطات السعودية، وإلا لما عاد بمثل هذا الترتيب المفاجئ والسلس.
خامسا: محاولات تنظيم القاعدة استخدام القضية الفلسطينية للمزايدة في خطابه الإعلامي، لن تنطلي على أي قارئ حصيف لأن الهجوم على إسرائيل لا يختلف عن الهجوم على الحكام من حيث أنه لم يتعدى الهجوم الكلامي على الورق، ولا ندري ما هي مصلحة القاعدة في استهداف السياح الأجانب الذين لا يمثلون أي خطورة، في حين تركز في خطابها الإعلامي على الحكام وعلى غزة وفلسطين، فهل السياح الكوريين يحتلوا فلسطين أو يقتلون أهالي غزة لتقتلهم القاعدة في اليمن؟!!
سادسا: يتضمن العدد الثامن من صدى الملاحم اعترافا بأن الأمن المركزي وليس الأمن السياسي، هو القوة التي تتصدى لهم بصدق ولهذا تم استهداف الأمن المركزي في تريم ونشرت المجلة جزءا من السيرة الذاتية لطالب الطب الذي نفذ الهجوم الانتحاري على أحد معسكرات الأمن المركزي.
سابعا: تستعمل صدى الملاحم جملة " حفظه الله" بعد كل ذكر لأمير القاعدة ناصر الوحيشي، وهذه الجملة هي نفسها التي يستخدمها الإعلام الحكومي عند ذكر نشاطات رئيس الجمهورية، وبالتالي، فإن القاعدة والحكومة لا يختلفان في تمجيد الأشخاص على حساب القيم الأخرى.
ثامنا: من أهم الموضوعات الواردة في صدى الملاحم وأخطرها على الإطلاق ذلك المقال التي كتبه قاسم الريمي القائد العسكري للقاعدة في اليمن المعروف أيضا باسم أبو هريرة الصنعاني، حيث تطرق فيه لقضية في منتهى الحساسية وهي قضية توريث الحكم، وأكد في مقالته أن القاعدة ستحكم اليمن بعد رحيل الرئيس الحالي، لأن أهل حزب الفساد أو من أسماهم بأصحاب " الرواية السياسية المتكايدة والتناقضات الداخلية المتناحرة ، والمصالح المفترقة" لو جاءت أمةٌ سوداء بيدها قشة لساقتهم وهم يصفقون ويتغنون .... فهم ( حسب رأيه) عبيد لمن يسوقهم، وسوف يسود عليهم وفقا لصدى الملاحم " من يحملون أرواحهم على أكفهم" أي أنصار تنظيم القاعدة، وفي هذا الأمر تصميم غير مسبوق على الوصول إلى الحكم. وربما أن اليمن ستمر بفترة انتقالية صعبة بعد غياب الرئيس الحالي، فإما أن نشهد تشكيل مجلس رئاسة يتألف من أحمد علي عبدالله صالح وناصر الوحيشي وعبدا لملك الحوثي، أو نشهد صراعا مسلحا ثلاثي الأطراف، حيث أن هؤلاء الثلاثة هم الوحيدون الذين لديهم مليشيات مسلحة، ولا ندري من منهم يستطيع بالفعل أن يسحق الاثنين الآخرين، لأن استمرار وجود الثلاثة في وقت واحد يشكل خطورة على استقرار البلاد وأمنها وسلمها الاجتماعي.
كذبة الغزو الأمريكي لمأرب وشبوة والجوف
لم يتعرض العدد الأخير من صدى الملاحم لما صرح به مصدر يمني مسؤول لموقع أمريكي عن عمليات يمنية أمريكية مشتركة، تستهدف قواعد تنظيم القاعدة المفترضة في مأرب ومحافظات أخرى، ويبدو أن المصدر اليمني يحاول الترويج لمخاوف لا أساس لها من الصحة، من أجل خداع الشعب بأن النظام مدعوم أمريكيا. ولولا الموقف القوى والجرئ الذي أبداه مجلس تحالف قبائل مأرب والجوف، لما تراجع المصدر اليمني المسؤول عن أكاذيبه. ويبدو أن التصريح جاء تمهيدا لعمليات حكومية شكلية، تستهدف في الأساس الحراك الجنوبي، أما الدعم الأمريكي للنظام فلو كان صحيحا لما قطعت الولايات المتحدة مساعداتها المالية للحكومة اليمنية بسبب تعاملها المشين مع ملف الإرهاب. وربما أن الأميركيين سيكونون أول المستفيدين من سقوط مثل هذا النظام المتواطئ مع الإرهاب، وأكثر المستفيدين من مجئ نظام بديل أكثر شعورا بالمسؤولية. وبما أن أمريكا غارقة حتى أذنيها في أفغانستان والعراق فلن تفتح جبهة جديدة في مأرب أو شبوة ولا أظن أن صوملة اليمن يمكن أن تخيفها، فالوضع في الصومال أفضل من اليمن فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب لأن الصومال على الأقل لا توجد فيه سلطة متعاونة مع الإرهاب أو مشجعة له.