الإعلان عن موعد الديربي السعودي بين النصر والهلال كاتبة مصرية تصف الزنداني بـ ''الشيخ الذي لم يهدأ'' وتكتب عن جامعة الإيمان ''نشأتها وأهدافها'' الرئيس العليمي يتسلم دعوة من ملك البحرين شاهد.. صورة للشيخ عبدالمجيد الزنداني اثناء مرضه التقطها نجله دون علمه.. ماذا كان يكتب الشيخ الزنداني؟ اليمن تبحث مع كوبا وقبرص سبل تعزيز العلاقات وتطويرها حادثة جديدة في البحر الأحمر 2023 العام الأكثر تسليحاً في التاريخ الحديث.. تعرف على حصة الشرق الأوسط من هذا التسليح (السعودية تتربع) تعرف على خصم العين الإماراتي في نهائي أبطال آسيا وموعد مباراتي الذهاب والإياب نكسة كبيرة لليفربول تبعده أكثر عن اللقب عن مدينة إب.. لماذا سميت بهذا الأسم؟ وما اسمها القديم؟
لقد شكلت لجان وضع مناهج التعليم من شخصيات تنتمي أغلبها أو جميعها إلى شمال اليمن وهم متلبسون بالعقدة التي أشرنا إليها في المقال السابق أي العقدة الشمالية التي لا يزال حاملوها يعيشون بقلوبهم وعقولهم في يمن الإمامة ولا يرون اليمن إلا في كل ما هو شمالي . ونقف هنا عند بعض نصوص واردة في ما يتعلق بالتاريخ في مقررات ( وزارة التربية والتعليم ) للإشارة فقط ، وهي الوزارة التي ملأت آذاننا ضجيجًا عن الوطنية والولاء الوطني بينما هي في الحقيقة أول مصدر لتفريخ الولاءات الضيقة والتشطير والجهوية والمناطقية فضلاً عن الجهل بحقيقة التاريخ الوطني العام لليمن أي اليمن بمعناه الواسع الكبير وليس اليمن بمعناه الشمالي الصغير .
فعلى سبيل المثال كان واضع مقرر التاريخ للصف التاسع شديد التحمس لما كان يسمى بـ( الدولة القاسمية ) الأمر الذي أوقعه في مغالطات وتناقضات تاريخية واضحة ، فنجده يقول في سياق حديثه عن تحرير اليمن من الوجود العثماني :
" تمكن الإمام المؤيد من الاستيلاء على صنعاء وكوكبان وثلا وإب وتمكن أخوه إسماعيل من الاستيلاء على تعز ويافع وعدن ولحج وأبين وحضرموت وواصل الإمام محمد بن القاسم تعقب العثمانيين حتى تم إخراجهم من اليمن " صـ 90.
فهذه العبارة تصور هؤلاء الأئمة وكأنهم أبطال التحرير وحدهم من غرب اليمن حتى شرقها - وهذا غير صحيح تاريخيًّا – وأن الإمام إسماعيل قد استولى على حضرموت بعد أن طرد بني عثمان منها وهذه مغالطة مكشوفة لأن سلاطين بني كثير كانوا هم المسيطرين حينها على حضرموت وقد أتى إسماعيل إليها بطلب منهم بعد رحيل العثمانيين من الشمال بربع قرن ، وهو ما تدل عليه هذه العبارة الأخرى التي يكذب واضع المقرر فيها نفسه :
" عادت المعارك بين الجانبين { الأئمة والعثمانيين } بزعامة الإمام المؤيد بن القاسم مما أدى في الأخير إلى طرد الأتراك من اليمن عام 1635م وبهذا كانت اليمن أول ولاية عربية تتخلص من الحكم العثماني وتحققت للدولة القاسمية الظروف المناسبة لتوحيد اليمن فيما بعدلعقود من الزمن " صـ 80 . وطبعًا لاحظ كلمة ( فيما بعد ) .
ثم يقول واضع المقرر :
" كانت اليمن أول ولاية عربية من الولايات العثمانية في الوطن العربي تحقق استقلالها عن السيادة العثمانية وإنهائها الحكم العثماني الأول قبل مجيء القوى الأوروبية الإستعمارية . وكان اليمن (في الشمال منه )من البلدان العربية القليلة التي لم يتمكن الاستعمار من دخولها في فترة عنفوانه وشموله كافة أقطار الوطن العربي " صـ 112.
لاحظ أنه في هذه العبارة – في مقرر دولة الوحدة - قد وصف ( الشمال ) بأنه بحد ذاته بلد عربي ، لا بل هي تفاخر بالانفصالية إذ كيف نفاخر على البلدان العربية الأخرى بأن بلدنا ( اليمن ) لم يستعمر أوروبيًا لأن شماله لم يطرقه المستعمر الأوروبي وإنما فقط غزا واحتل جنوبه وشرقه وغربه ، أهذا أمر منطقي أم يدل على أثر ( العقدة الشمالية ) عند واضع المقرر ، علمًا أن الإنجليز قد احتل مدينة الحديدة ثم سلمها لحليفه الإدريسي ، كما احتل جزيرة كمران ، وبهذا يثبت واضع المقرر أنه ليس انفصالياً فقط وإنما هو أيضاً إمامي النزعة والهوى.
وإذا رجعنا إلى عرض مقرراتنا عن التاريخ القديم فلا نجد إلا حديثًا عن حضارة سبأ وبلقيس والجنتين ، وإغفال الحديث تمامًا عن حضارة إرم وعاد في الأحقاف والتي هي جزء من المنطقة الشرقية لليمن ، ومثله إغفال ذكر حركة عبد الله بن يحيى الكندي الملقب طالب الحق التي انطلقت من حضرموت ثم شملت سائر اليمن ، وإغفال الحديث عن الدولة الكثيرية الأولى التي لها حضور مهم سياسيًا وعلميًا في التاريخ الوسيط لشرق اليمن .
وإذا أردت مثالاً من التاريخ المعاصر فانظر إلى هذه العبارة من كتاب ( مجتمع يمني ) المقرر على الصف الأول ثانوي حيث تقول :
" ولما كانت اليمن في تلك الفترة تعيش حالة جهل وتخلف بسبب الحكم الإمامي فقد كانت بمنأى عن التطوارت العلمية والتعليمية التي يشهدها العالم " ص 13
هل هذا الكلام يصدق على غير الشمال أم إن الحكم الإمامي قد امتد إلى الجنوب وإلى حضرموت ونحن في غفلة من أمرنا ، أو ربما باتفاقيات سرية مع الإنجليز والسلاطين ، كله جائز عند أصحاب العقدة .
وهي عبارة ذكرتني بكلام لطيف لأحد أدباء الشمال ، وهو من واضعي مقرراتنا ( المعقدة ) ، حينما تناول في كتاب له أبياتًا شعرية لأحد أبناء مدينة الشحر الحضرمية هو عبد الله الملاحي ( ت 1989 ) يتحدث فيها عن معاناة فلاح وزوجته من بعض ملاك الأراضي ، فقال معلقًا على أبياته :
" يتألم الشاعر عبد الله عبد الكريم الملاحي لمزارع وزوجته بذلا جهدًا ووقتًا في الكدح والمعاناة طيلة العام فلما جاء وقت الحصاد رأيناهما يجودان – مضطرين – بكل ما حصداه إلى جباة الدولة ويقدمانه لقمة سائغة لجنود الإمام " .
فما ندري هل الشحر مدينة ( شمالية ) أو أن جنود الإمام ابن حميد الدين قد دخلوا المدينة على حين غفلة من أهلها ؟ ، ننتظر الجواب من آل الشحر .