الجهاز الضريبي ودورة في الإصلاح السياسي
بقلم/ د.عبداللطيف صيفان
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 25 يوماً
الأربعاء 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 09:41 ص

يكاد يجمع الخبراء في المجال المالي والضريبي على أن الإصلاح الضريبي الناجح لأي بلاد لابد له من إرادة سياسية قوية والأمر ينطبق على بلادنا

إن نجاح عملية الإصلاح الضريبي في اليمن يحتاج إلى قناعة وإرادة سياسية على أهمية الجهاز الضريبي في عملية الإصلاح المالي والسياسي للدولة وسواء الإصلاح في الهيكل او النظام الضريبي بعيد عن الضغوط السياسية والحزبية واستخدام هذا الجهاز المهم من اجل الحصول على مكاسب سياسية وانتخابية كما كان في النظام السابق للدولة والذي اثر بشكل كبير على عملية الإصلاح الضريبي بل وشل تطبيق القوانين الضريبية القائمة وتحصيل الإيرادات ومن اجل البداية في عملية الإصلاح الضريبي في العهد الجديد اعني ما بعد الثورة الشبابية فانه يجب تهيئة المجتمع لقبول فكرة الإصلاح الضريبي وأهميته كونه جزء من عملية الإصلاح المالي والإداري للدولة وهذا يتطلب استخدام وسائل الإعلام المختلفة لشرح أهمية الضرائب ودورها في عملية التنمية وتقديم الخدمات وان الاستخدام السيئ للموارد في السابق وعدم لمس المواطن للخدمات المباشرة للدولة شوه بصورة الضرائب وجعل المواطنين يشعرون بعبء الضرائب دون خدماتها ولهذا فان التوعية الإعلامية مهمة للغاية في عملية الإصلاح الضريبي والمكاسب المرجوة للدولة والمواطنين والمكلفين بدفع الضريبة على حدا سواء

إن الإدارة الضريبية القائمة حاليا وسابقا في بلادنا دون المستوى المطلوب وتعاني قدرا غير قليل من الفساد المالي والإداري والحل من وجه نظري هو الشفافية في العمل وإلغاء الإجراءات القانونية المعقدة من خلال تبسيط الإجراءات الفنية في ربط وتحصيل الضرائب وإصلاح المنظومة القانونية للضرائب بما يتناسب والواقع والمجتمع كما أن زيادة الحوافز لموظفي الضرائب عامل مهم للغاية فان موظفي الضرائب يتعرضون للإغراء والرشوة وبالتالي فلا سبيل للحد والقضاء على هذه الإغراءات إلا من خلال تحسين مستوى دخل العاملين في الإدارة الضريبية بالطرق الشرعية حتى لا يقعوا ضحية هذه الإغراءات التي تهدر المال العام وبالتالي فان زيادة الحافز هو السبيل الأفضل للقضاء على الفساد والرشوة في الإدارة الضريبية وحفظ إيرادات الدولة من الضياع

عامل أخر لا يقل أهمية ألا وهو جذب الخبرات المهنية والفنية والإدارية المؤهلة والكفاءة وإجراء عملية تجديد وإحلال لهذه الخبرات من خلال إعطاء الشباب المؤهل فرصة في العمل القيادي للإدارة الضريبية والاستفادة القصوى من طاقته ونشاطه وأفكاره المتجددة حتى يكون إضافة فاعلة للخبرات الموجودة والمتراكمة وصولا إلى إدارة ضريبية قوية وقادرة على مواجهة كافة التحديات ومسايرة التطور التكنولوجي والإداري في العالم وهذا سيؤدي بالطبع إلى رفع مستوى الإدارة الضريبية وكفايتها

إن على القيادة السياسية في بلادنا الاقتناع التام بأهمية هذا الجهاز الحيوي والهام من أجهزة الدولة بل لعله الأهم كونه الجهاز المعني بتغذية خزانة الدولة بالإيرادات الضريبية التي يجب أن تمثل النسبة الأعلى من إيرادات الدولة الأخرى إذا ما أردنا الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.