ماذا يجري من حولنا؟
بقلم/ رجاء يحي الحوثي
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 7 أيام
الخميس 18 إبريل-نيسان 2013 05:12 م

في البداية الكل فرح وهلل للثورات وظن أنها الحل الوحيد للبطالة والجوع والفساد والقضاء على الدكتاتوريات من الحكام العرب وظن أنه بمجرد الخلاص منهم سنتحرر وستزال القيود التي كانت مفروضة علينا والمتابع في كل الدول التي قامت فيها ثورات الربيع العربي لم يعد يستوعب كم الفساد أو الخراب والدمار الذي لحق بها وفوق هذا وذك المشاكل التي يتعرض لها أبناء هذه البلدان من قبل البلدان الأخرى التي لم تقم فيها ثورات، والتي تنعم بالأمن وبالاستقرار،  وتعالوا لمراجعة بسيطة لنعرف ما أنتجته ثورات الربيع العربي  على مستوى بلدنا ولنبدأ من

 تونس : إعلان عن تأسيس تحالفات جديدة وأحزاب، وظهر هذا التحالف الذي يجمع نداء تونس مع المسار والحزب الجمهوري وهي وجوه سياسية معارضة وهي خارج السلطة بمعنى أنه أصبح لدينا في السلطة معارضة ولكن المعارضة تقول إنها منفتحة على تحالفات جديدة. المشهد بهذه العناوين ولكن ليس من الواضح حتى الآن إلى أين ستتجه هذه التحالفات الجديدة، وليس غريبا إذا قلنا أن المشهد على درجة من التعقيد فهناك ملفات متراكمة، وقد احتفلت تونس قبل ثلاثة أسابيع بالذكرى الثانية للثورة، ولكنها ذكرى كانت خالية من الاحتفالات، لأنه هناك درجة كبيرة من الاحتقان، والناس كانوا يأملون بالخروج بعد عام بدستور ينظم الحياة السياسية في البلاد ويضمن الحريات.

مصر : قام المصريون بثورة 25 يناير ليؤسسوا دولة الحريات والقانون ولا أتصور أن هناك من يقبل بالفوضى وإراقة الدماء. تتسارع وتيرة الأحداث في مصر واستمرار أعمال عنف باستمرار وتبادل للاتهامات ولا أحد يمارس العنف أو يخرب منشآت الدولة وممتلكات المصريين تحت أي مبرر إلا أن ما يحدث فيها من أوضاع أدت لسوء انهيار اقتصادي وارتفاع حصيلة القتلى في كل أنحاء مصر، أيضا اشتعلت النيران في المباني والمنشآت العامة والخاصة وقطع الطرق، وحصار وجوع للشعب تضييق للأوضاع من إعلاميين وصحفيين احتجاجات شعبية على الارض وفي النت والفيس بوك, لم يعد حوار مطروح إلا عن باسم يوسف مرسي والمرشد قطر والسودان وووووو الخ تحولت حياة المواطن المصري الى جحيم , غلاء معيشة فقر بطالة فوضى عدم استقرار بكل ماتحويه هذه الكلمة وأيضا تحولت إلى سباق على تطبيق المفهوم للدولة الإسلامية بحسب رؤيا الإخوان والسلفيين وفرض الدين من مفهومهم وتجاهل للنخب وقطع علاقات مع دول شقيقة وتبادل للشتم والسب من الجهتين وأصبح الضحية الأولى هو المواطن المصري. لم يتصور أي مصري ممن شاركوا في الثورة أو أيدوها أو تابعوها بالرضا أن الحال ستصل بالبلاد إلى ما هي عليه الآن من انقسام واهتراء وانفلات وفقر وتخلف. ولم يتخيلوا أن مصر قبل الثورة كانت مابين البين والآن تحولت إلى منحدر هابط دائماً بعد الثورة. فإن المؤسسات في الحكم والمعارضة تكاد تكون معطلة، وإن عملت فإنها ترتكب من الأخطاء ما يزيد من المرض ويجعل من الشفاء أمراً مستعصياً، أما النخب، بمختلف ألوانها وأطيافها، فتحولت إلى كائنات فضائية تطل على الناس ليلاً غالباً ونهاراً أحياناً لتلوك الكلام نفسه وتزيد من الانشغال بصغائر الأمور وأكثرها تفاهة، فتكون النتيجة ليس فقط غياب الأمل في تحقيق أهداف الثورة وإنما الخوف من ضياع البلد بكل تاريخه وحاضره ومستقبله.

ليبيا :محاكمة لرؤوس النظام . إضراب في التلفزيون الليبي وووالخ

اليمن : فتحولت إلى إنشاء مزيد من الأحزاب، انقسام مذهبي، قطع الطرق وقطع الكهرباء غلاء معيشة، توقف الجامعات احتجاجات مستمرة، تبادل اتهامات حوار وطني ووو الخ .

سوريا : تحولت ثورة سوريا من ثورة بيضاء إلى ثورة مدججة بالسلاح وأصبحت ثورة دمار وغارات جوية قصف قتلى جرحى، تيتيم أطفال ترميل نساء خطف اغتصاب ترويع تشريد مداهمات لجوء أنين في كل بيت ونزيف اختفت ملامح الثورة ومن يتابع ويقرأ بتمعن وبدون الانحياز أي طرف يعرف ان ما يحدث في سوريا هي برأيي حرب عالمية ثالثة وليست ثورة . بعد المراجعة والاحتساب لهذه المشاهد إلا أن ما كان يطرحه جورج بوش وكوندليزا ريس من أطروحات لرسم خارطة الشرق الأوسط الجديد والتحليل المنطقي أن الغرب نجح بامتياز فيما خطط وزرع إسرائيل فيما بيننا وان تنعم هذه الفترة بالأمن والاستقرار وجعل المنطقة وكل بلد ينشغل بثورته ونجاحه في تحويل الصراع بدل من إسرائيل إلى إيران إذن لا يبقى إلا القول الافتراضي الحكيم ما جاءكم من خير فمن الله وما جاءكم من شر فمن أنفسكم بالطبع فإن ظواهر كتلك متكررة في غالبية دول العالم لكن الفارق أن الدول المتقدمة حين تنشغل شعوبها بحدث أو تصرف أو واقعة أو حتى زلزال أو كارثة طبيعية ضخمة فإن المؤسسات تظل تعمل من أجل المستقبل، والنخب تفكر وتبتكر وتضع رؤى لتفادي أخطاء الماضي، وتحقيق مستقبل أفضل. واليوم أجد نفسي أكثر انكسارا مما كنت عليه قبل الربيع، أكثر تشاؤما، وأقل طمأنينة. ولا أركن إلى واقع، ولا أطمح في مستقبل، ولا أريد إلا الإفلات من الذاكرة.

Raja_859@hotmail.com